84

المطلب الثاني

الكلام في الآلام والأعواض

اختلف الناس في الآلام ، فقال قوم : بحسنها أجمع ، بمعنى أن العقل لا يحكم بقبح شيء منها ، وهم الأشعرية. وقال الثنوية (117) بقبحها أجمع ، وفصل الآخرون فقالت التناسخية (118) لا يحسن منها إلا ما كان مستحقا ، وقالت المعتزلة لا يحسن منها إلا ما كان مستحقا ، أو فيه نفع يوفى عليه ، أو دفع ضرر أعظم منه ، أو يكون على سبيل المدافعة ، أو جاريا مجرى فعل الغير بالعادة.

أما أنه يحسن للاستحقاق ، فإنا نستحسن ذم المسيء في وجهه وإن تألم بذلك ، ولا وجه لحسنه إلا الاستحقاق. وأما حسنها بالعوض الموفى

পৃষ্ঠা ১০৪