كان قول أندرو «في طريق عودتنا» متعة مدهشة لي. بالطبع، كنت أعتقد أننا سنعود، دون أن تمس سيارتنا، وحياتنا، وعائلتنا بأي تغيير، بعد أن قطعنا كل هذه المسافة، بعد أن تعاملنا على نحو أو آخر مع لحظات الوفاء والمشكلات تلك، بعد أن وضعنا أنفسنا موضع التدقيق والبحث على هذا النحو الطائش. لكن كان الأمر يبعث على الارتياح أن أسمعه يقول ذلك.
قال أندرو: «ما لا أستطيع فهمه ... هو كيف تلقيت الإشارة. يبدو أن الأمر يتعلق بحاسة إضافية تمتلكها الأمهات.»
جزئيا، كنت أريد أن أصدق ذلك، أن أستمتع بحسي الإضافي. وجزئيا، كنت أريد أن أحذره - أن أحذر الجميع - ألا يعول أبدا على هذه الحاسة.
قلت: «ما لا أستطيع أن أفهمه ... هو كيف قفزت فوق السياج.» «لا أفهم ذلك أنا أيضا.»
لذا مضينا في طريقنا، والطفلتان في المقعد الخلفي واثقتان فينا؛ لأنه لم يكن أمامهما خيار آخر، وكنا نحن أنفسنا نثق في أننا سيغفر لنا - في الوقت المناسب - كل شيء يجب على هاتين الطفلتين أن ترياه وترفضاه أولا، أيا ما كان؛ فظا، تعسفيا، طائشا، قاسيا؛ جميع أخطائنا العادية والاستثنائية.
نوبات
كان الشخصان اللذان ماتا في أوائل العقد السابع من عمريهما، كان كلاهما طويل القامة، قوي البنية، وكان كل منهما زائد الوزن قليلا. كان شعر الرجل حائلا إلى اللون الرمادي، ووجهه مربعا، حادا. كان الأنف العريض يحول دون أن يبدو شخصا مهيبا ووسيما على نحو تام. كان شعر المرأة أشقر، أشقر مائلا إلى اللون الفضي الذي لا يبدو لك أنه لون اصطناعي - على الرغم من معرفتك بأنه ليس طبيعيا - حيث إن العديد من النساء في هذا العمر يصبغن شعورهن بهذا اللون. في يوم الإهداء (وهو اليوم التالي لعيد الكريسماس، الذي تعطى فيه الهدايا للفقراء)، عندما زارا بيج وروبرت لتناول شراب معهما، كانت المرأة ترتدي ثوبا بلون رمادي فاتح ذا تقليم دقيق، ولامع، وكانت ترتدي جوربا رماديا، وحذاء رماديا. شربت مزيجا من الجين وماء الصودا. كان الرجل يرتدي بنطالا فضفاضا، وسترة كريمية اللون، وشرب مزيجا من الويسكي الكندي والماء. كانا قد رجعا مؤخرا من رحلة في المكسيك. كان الرجل قد جرب رياضة القفز بالمظلات، لكن لم ترغب هي في القيام بذلك. كانا قد ذهبا لزيارة أحد الأماكن في يوكاتان، كان يبدو مثل بئر، تلقى فيه العذارى أملا في جني محاصيل وفيرة.
قالت: «حقيقة، هذه الفكرة ترجع إلى القرن التاسع عشر ... هذه فكرة القرن التاسع عشر المنشغلة جدا بمسألة العذرية. ربما كانت حقيقة الأمر أنهم كانوا يلقون أشخاصا في الأسفل دون تمييز؛ فتيات أو رجالا أو عجائز أو أي شخص كانوا يستطيعون الإمساك به؛ لذا، فإن كون المرء غير بكر لا يضمن له سلامته!»
عبر الغرفة، كان ابنا بيج - الأكبر كلايتون، الذي كان بكرا، والأصغر كيفين، الذي لم يكن كذلك - يشاهدان المرأة المرحة ذات الشعر الأشقر المائل إلى اللون الفضي التي كانت ترتسم على وجهها تعبيرات التجهم والملل. كانت قد قالت إنها كانت مدرسة للغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية. علق كلايتون على ذلك لاحقا قائلا إنه كان يعرف ذلك النوع من المدرسات. •••
كان روبرت وبيج متزوجين منذ خمس سنوات تقريبا. لم يتزوج روبرت قبلها، لكن بيج تزوجت للمرة الأولى عندما كانت في الثامنة عشرة. ولد ابناها وهي تعيش هي وزوجها مع والديه في إحدى المزارع. كان زوجها يعمل في قيادة شاحنات نقل الماشية إلى مجزر كندا باكرز في تورونتو. عمل في قيادة شاحنات لشركات أخرى بعد ذلك، وهو ما جعله يبتعد أكثر فأكثر. انتقلت بيج والصبيان إلى جيلمور، وحصلت على وظيفة في متجر كايبر، الذي كان يسمى جيلمور آركيد. انتهى المطاف بزوجها إلى العمل في القطب الشمالي، حيث يقود الشاحنات إلى آبار البترول عبر بحر بيوفرت المتجمد. لذا ، طلقت منه.
অজানা পৃষ্ঠা