قالت سيلفيا: «إنهم محظوظون أن يكون لديهم شخص مثله.»
لم يكن كولن يعلم ما إذا كان سيجدها في المنزل أم لا. كانت تعمل بنظام النوبات كمساعدة ممرضة في المستشفى، وعندما لا تكون في العمل، تكون عادة خارج المنزل. كان لديها العديد من الأصدقاء والكثير من الالتزامات.
قالت: «أنت محظوظ أنني بالمنزل ... أعمل في المناوبة الأولى هذا الأسبوع والأسبوع التالي، لكنني عادة أذهب إلى إيدي بعد العمل وأقوم ببعض أعمال التنظيف لأجله.»
كان إيدي صديق سيلفيا، رجلا أنيقا ونشيطا في السبعين من عمره، ترمل مرتين، بلا أطفال ويملك مالا كثيرا، مالك جراج متقاعد وبائع سيارات، وبالتأكيد يستطيع تحمل تكاليف تعيين أحد الأشخاص لتنظيف منزله. ماذا كانت سيلفيا تعرف عن تنظيف المنازل على أي حال؟ طوال الصيف الماضي، كانت قد تركت الغطاء الشتوي البلاستيكي موضوعا على النوافذ الأمامية حتى تتجنب مشقة خلعه وإعادة وضعه مرة أخرى. قالت زوجة كولن، جلينا، إن شكل الزجاج جعلها تشعر كما لو كانت تنظر عبر نظارات غائمة؛ لم تكن تطيق ذلك. وكان المنزل - الكوخ المغطى بالطوب العازل الذي يعيش فيه روس وسيلفيا - ممتلئا بالأثاث والأشياء القديمة، حتى إن بعض الغرف تحولت إلى ممرات. كان يتكدس فوق معظم الأسطح مجلات، وصحف، وأكياس بلاستيكية وورقية، وكتالوجات، ومنشورات، ومطويات دعائية لتخفيضات كانت موجودة ثم اختفت، وفي بعض الأحيان لشركات توقف نشاطها ولمنتجات كانت قد اختفت من السوق. ربما يجد المرء في مرمدة سجائر أو طبق مزخرف زرا أو اثنين، مفاتيح، كوبونات مقصوصة تعد بتخفيضات تصل إلى عشرة سنتات، قرطا، كبسولة دواء لعلاج البرد لا تزال في غطائها البلاستيكي، قرص فيتامين تحول إلى مسحوق، فرشاة ماسكرا، مشبك ملابس مكسورا. وكانت خزائن سيلفيا ممتلئة بجميع أنواع سوائل التنظيف ومواد التلميع؛ ليست من النوع الذي يوجد في المتاجر، بل منتجات من المفترض أنها تتمتع بفاعلية فريدة ومدهشة، تشترى في الحفلات الخيرية. تدفع سيلفيا كل أموالها مقابل تلك الأشياء التي كانت تشتريها في تلك الحفلات؛ مستحضرات التجميل، الأواني وأدوات المطبخ، أدوات الخبز، السلطانيات البلاستيكية. كانت تحب التبرع والذهاب إلى هذه الحفلات، وإلى حفلات العرائس قبل زفافهن، وإلى حفلات ميلاد الأطفال، وإلى حفلات الوداع لزملائها الذين كانوا يتركون العمل في المستشفى. هنا في هذه الغرف شديدة التكدس، كانت توزع، وحدها، قدرا كبيرا من كرم الضيافة المسرفة، المشرقة.
صبت الماء من الغلاية على القهوة المسحوقة في أكوابهما، التي كانت قد شطفتها سريعا في الحوض.
قال كولن: «هل كانت تغلي؟» «تقريبا.»
أخرجت بعض كعك المارشملو ذي اللونين القرنفلي والأبيض خارج غلافها البلاستيكي. «أخبرت إيدي أنني أريد أن آخذ فترة ما بعد الظهيرة راحة. يعتقد أنه يمتلكني.»
قال كولن: «لا يمكنني تقبل ذلك.»
كان يتخذ موقفا نقديا خفيفا عادة من رفقائها من الرجال.
كانت سيلفيا امرأة قصيرة ذات رأس كبير - صار أكبر من خلال شعرها المهوش، الآخذ في التحول إلى اللون الرمادي - وأرداف وأكتاف عريضة. كان أحد رفقائها من الرجال يقول لها إنها كانت تبدو مثل فيل صغير، وكانت تعتبر ذلك - في البداية - نوعا من الإطراء. كان كولن يعتقد أن ثمة شيئا أخرق وجذابا في مظهرها ووجهها العريض ذي البشرة قرنفلية اللون الناعمة، والعينين صافيتي الزرقة تحت حاجبين خفيفين جدا، وابتسامتها الحماسية في جميع الأوقات. كان ثمة شيء مثير للغضب أيضا.
অজানা পৃষ্ঠা