عندما ذهبت الدجاجات الكثيرات، وهي المخلوقات الوحيدة التي استيقظت من موتها، في تلك الجمعة التي أحيا فيها الرجل أربعين رجلا وامرأة وطفلا، قال لنا: فلنذهب لننام.
كان الكهف صغيرا جدا في الماضي، ولكنه يتسع كل مرة ليسع كل من يدخله، كان المؤمنون به 15 رجلا وامرأة واحدة، الآن هم 66 جنديا نظاميا وقائدهم الميداني، إبراهيم خضر إبراهيم، 104 من النجارين وأشباه النجارين، وملايين الرجال والنساء في شتى أنحاء الكون قد لا يرونه وقد لا يلتقي بهم؛ لأن الإيمان به لا يتطلب شيئا، فقط أن تسمع به، لا أكثر؛ لأن أفكار الرجل هي من الطبيعة ذاتها، هي ما يكمن في ذات كل إنسان ومخلوق آخر من حقيقة، فالإيمان به كالكفر به كما قال، كلاهما درجة من المحبة؛ بالتالي قد يؤمن به حتى من يجهله جهلا كاملا.
شكا البعض من ظلمة المكان، فقال لهم: لا تتضجروا من الظلام، بل أضيئوا المكان.
وهنا كان الدرس الأول في الكلمة التي أصبحت نورا، الكلمة التي أطلقها أحدنا، أو أنها انطلقت من ذوات كثيرة متعددة، هو لم يكن من بينها. كان المؤمنون به يتعلمون كثيرا منه ولكن ببطء شديد. في تلك الليلة جاءت المرايم الثلاث: مريم أمه، مريم كويا خالته وهي أم يحيى، ومريم الأخرى؛ أي جارتهم التي يطلقون عليها لقب مريومة، وهو للتصغير والتدليل. جاءوا في صحبة الأب يوسف النجار وفي صحبتهم أيضا لفيف من سكان مدينة نيالا، من بينهم العمة خريفية والعم جمعة ساكن نفسه، وامرأة مجنونة تبحث عن أطفال لها قتلهم الجنجويد ستجدهم هنا، أطفال وطفلات رجال ونساء، يحيى ليس من بينهم، تقول أمه إنه هائم بوجهه في البراري منذ شهور كثيرة، يطلق لحيته، ويطعم الجراد والعسل، يعيش وهوام البراري جنبا لجنب.
علينا أن نذكر أيضا أن الأربعين إنسانا الذين أحياهم من موتهم، ما زالوا نائمين في بيوتهم، لقد مضوا نحو منازلهم مثل السكارى يترنحون، بينما ينمو اللحم على عظامهم التي التأمت واستقامت وانتصبت وتهيأت لأن تكون، تنبني الأعضاء التي بترها الجنجويد والأحشاء التي مزقتها بنادقهم، تعود للمغتصبات بكارتهن، للأطفال الطمأنينة ودفء الأسرة. قال إنهم سينامون بقدر الزمن الذي كانوا فيه أمواتا، ثم ينهضون ليعيشوا كما نعيش نحن الآن.
ثم تحدث عن الموكب قال: استعدوا للموكب.
وما كان أحد منا يعلم ما هو الموكب، ولكن الجميع كانوا على أهبة، إنهم يدركون.
قال لنا: ما المسافة بين الحياة والموت؟
قال لنا: ما المسافة بين الحي والميت؟
قال لنا: هل مات الميت؟
অজানা পৃষ্ঠা