( قوله وما سوى التخمين) أي وليس غير التخمين للذي نطق في الروح أي تكلم فيها والتخمين: هو رؤية الوهم قال في المصباح قال الجوهري: التخمين القول بالحدس وقال أبو حاتم([8]) هذه كلمة أصلها فارسي من قولهم خمانا على الظن والحدس وإذا عرفت إنه لا دليل للخائضين في الروح سوى التخمين ظهر لك أن الوقوف عن الخوض فيها واجب، كما هو مذهب الجنيد لقوله تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم))([9]) وقوله صلى الله عليه وسلم ((أمر أشكل عليك فقف عنه أو مكروه))([10]) كما هو مذهب القائل:
(والروح ما أخبر عنها المجتبى=
فنمسك المقال عنها أدبا)
(ولم يمت قبل انقضا العمر أحد=
وقبل رزقه الذي له يجد)
(كان حلالا أو حراما حجرا=
أو شبهة والله كلا قدرا)
(إذ ليس في العالم شيء يصدر =
إلا وربنا له مقدر)
(قوله ولم يمت قبل انقضا العمر أحد) أي كل من مات وفارقت روحه جسده بأي سبب كان أو بلا سبب فهو ميت بأجله ((فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون))([11]) ((ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون))([12]) ((لكل أجل كتاب))([13]) هذا مذهبنا ومذهب جمهور الأشعرية قال في الجوهرة:
وميت بأجله من يقتل=
وغير هذا باطل لا يقبل
وزعم الكعبي([14]) وهو أحد شيوخ المعتزلة أن للمقتول أجلين أحدهما أجل القتل والآخر أجل الموت وأنه لو لم يقتل لبقي إلى الأجل الآخر الذي هو الموت (وزعم) بعضهم أن القاتل قطع على المقتول أجله وإنه لو أخر لبقي إلى أجله الذي يموت فيه والفرق بين القولين أن الأول أثبت للمقتول أجلين والثاني لم يثبت له إلا أجلا واحدا وقد قطعه عليه القاتل فمات في غير أجله واحتج الجميع بحجتين.
(إحداهما): أن القاتل لو لم يكن له تأثير في موت المقتول لما استحق العقاب إذا كان المقتول مظلوما ولما لزمه الدية إلى أوليائه.
পৃষ্ঠা ৮৬