وقوله صلى الله عليه وسلم ((ما لكم وللمنافق قولوا فيه ما فيه)). وقوله صلى الله عليه وسلم ((من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له))ودخل تحت قوله بما يكرهه كلما كان يكرهه أن لو بلغه سواء كان نقصا في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه، فمثال الغيبة في البدن فهو كذكر العمش والحول والقصر والطول والسواد والصفرة، وجميع ما يتصور أن يوصف به مما يكرهه كيفما كان، ومثال الغيبة في النسب فكأن تقول: أبوه زطي أو هندي أو زبال. ومثال الغيبة في الخلق فكأن تقول: هو بخيل ضعيف عاجز جبان وما يجري مجراه. ومثال الغيبة في الفعل فهو كأن تقول: إنه قليل الأدب متهاون بالناس أو لا يرى لأحد على نفسه حقا أو يرى لنفسه الحق على الناس أو أنه كثير الكلام كثير الأكل نؤوم ينام في غير وقت النوم ويجلس في غير موضعه، وكأن تقول: طويل الذيل دنس الثياب، وخرج في غير بقولنا على قصد التنقيص ما إذا لم يقصد بذكر المؤمن بما يكرهه تنقيص وذلك أشياء.
(أحدها): التظلم فإن من ذكر قاضيا بالظلم والخيانة وأخذ الرشوة كان مغتابا عاصيا إن لم يكن مظلوما، أما المظلوم من جهة القاضي فله أن يتظلم إلى الإمام وينسبه إلى الظلم إذ لا يمكنه استيفاء حقه إلا به قال صلى الله عليه وسلم ((إن لصاحب الحق مقالا)) ([4]) وقال عليه السلام ((لي الواجد يحل عقوبته وعرضه)).
(ثانيها): أن يكون الإنسان معروفا بلقب يعرب عن عيبه كالأعرج والأعمش والأعور والأصم فلا إثم على من يقول روى أبو الزناد عن الأعرج وسلمان عن الأعمش وما يجري مجراه فقد فعل العلماء ذلك لضرورة التعريف لأن ذلك قد صار بحيث لا يكرهه صاحبه لو علمه بعد أن قد صار مشهورا به. نعم إن وجد عنه معدلا وأمكنه التعريف بعبارة أخرى فهو أولى.
পৃষ্ঠা ২৬৫