( قوله والكتب صحف حوت الأعمال) أي والكتب التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه الكريم، كالتي في قوله تعالى ((فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه)) إلى قوله ((وأما من أوتي كتابه بشماله))([1]) ونحوها من الآيات كقوله ((ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا))([2]) هي صحف حاوية لأعمال العباد خيرها وشرها لأمور عبر بها عن علم المرء عمله بدليل قوله تعالى ((يلقاه منشورا))([3]) وقوله تعالى ((وإذا الصحف نشرت))([4]) فلا يصح تأويلها بالمعاني الاعتبارية التي لا وجود لها في الخارج، والإيمان بوجودها في الخارج واجب، ولا يلزمنا تعيين الصحف ما هي بل يكفي الإيمان بها إجمالا كما ذكرها الله عز وجل وفي الحديث ((ما من مؤمن إلا وله كل يوم صحيفة فإذا طويت وليس فيها استغفار طويت وهي سوداء مظلمة وإذا طويت وفيها استغفار طويت ولها نور يتلألأ))([5]) قال الباجوري: والأحاديث صريحة الظواهر في أن كل مكلف له صحيفة واحدة يوم القيامة، مع أنها كانت متعددة في الدنيا.
পৃষ্ঠা ১১০