159

মাশারিক আনওয়ার

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

به بغير واسطة، مما لم ينله ملك مقرب ولا نبي مرسل، وأن ذلك كله وصل إلى أمير المؤمنين ورآه كما رآه، وإليه الإشارة بقوله: «إنك ترى ما أرى وتسمع ما أسمع» (1) فما عرف الله سبحانه من جميع الخلائق بهذه المعرفة إلا هم، وكذلك ما عرف محمدا وعليا على ما هم عليه إلا الله الذي أوجدهم من نور عظمته، وخصهم بسره وكرامته، وجعلهم في علو المقام تحت ذاته، وفوق جميع مخلوقاته؛ ومن ذا الذي يحصي عدد أوراق الأشجار، وقطرات الأمطار، وذرات القفار، ورشحات البحار؟!

ووجه آخر في معنى قوله: ما عرف الله إلا أنا وأنت، والمراد أنه ليس بيننا وبين الله واسطة من المخلوقات، بل نحن أول المخلوقات والخلائق، وعين الحقائق، ونحن في مقامنا اللاحق سادة العبيد، وعبيد الحق.

পৃষ্ঠা ১৭৫