292

মাসারিক কুশশাক

مصارع العشاق

প্রকাশক

دار صادر

প্রকাশনার স্থান

بيروت

هنيء قد أقبل إليها كأنه بعرة دمامةً وضؤولة شخص، وذد كان في حجرها ابن لها كأطيب الولدان وأحسنهم، فلما رأى ذلك الإنسان مقبلًا هش إليه، وعدا في لقائه، فأخذ الصبي، فاحتمله ثم أقبل به يلثم فاه مرةً وعينه أخرى، ويفديه. فقلت في نفسي: أظنه عبدًا لهم، حتى جاء فجلس إلى جانبها، وقال: من ضيفكم هذا؟ فأخبرته، فعرفت أنه زوجها وأن الصبي ولده منها، فطفقت أنظر إليه تارةً وإليها أخرى وأتعجب لاختلافهما، كأنها الشمس حسنًا، وكأنه قرد قبحًا، ففطن لنظري إليها وإليه، فقال: يا أخا بين أسد! ترى عجبًا؟ قلت: أجل، وأبيك، إني لأرى عجبًا معجبًا.
قال: صدقت! تقول: أحسن الناس وآدم الناس. قلت: نعم، فليت شعري كيف أودم بينكما! قال: أخبرك كيف كان ذلك.
كنت سابع سبعة بينكما! قال: أخبرك كيف كان ذلك.
كنت سابع سبعة أخوة كلهم لو رأيتني معهم ظننتني عبدًا لهم، وكان أبي وأخوتي يطرحونني، وكنت لكل عمل دنيء: للرواية مرة، ولرعاية الغنم أخرى، وكانت أخوتي هم أصحاب الإبل والخيل. فبينا أنا أرعى الإبل في عام جدب أشهب إذ ضل بعير منها، فقالوا لأبي: ابعث فلانًا يبغيه! فدعاني فقال: اذهب فاطلب هذا البعير! فقلت: ما تنصفني أنت ولا بنوك. أما إذا الإبل درت ألبانها وطاب ركوبها، فهم أصحابها، وأما إذا ندت ضلالها، فأنا باغيها. فقال: يا لكع اذهب! أما والله إني لأظنه آخر أيامك من ضرب وجيع.
قال: وظننت أني مضروب، فعدت مضطهدًا مجقورًا خلق الثياب جائعًا مقرورًا، فطفت ليلة في بسابس ليس بها غريب، فبت، ث

1 / 303