ثم دخل على أمه «أسماء بنت أبي بكر الصديق» - وهي عمياء من الكبر قد بلغت من السن مائة سنة - قالوا: فدخل عليها وسلم، فقالت: «من هذا؟» فقال: «عبد الله.» ثم قال: «ما ترين؟ قد خذلني الناس، وخذلني أهل بيتي!»
فقالت: «يا بني، لا يلعبن بك صبيان بني أمية، عش كريما ومت كريما!»
فقال لها: «إن الحجاج قد أمنني.»
قالت: «يا بني، لا ترض الدنية؛ فإن الموت لا بد منه.»
قال: «إني أخاف أن يمثل بي!»
قالت: «إن الكبش إذا ذبح لا يؤلمه السلخ!»
ساعة المصرع
قالوا: فخرج، فأسند ظهره إلى الكعبة - ومعه نفر يسير - فجعل يقاتل بهم أهل الشام، فهزمهم وهو يقول: «ويل أمه، فتح لو كان له رجال.»
فجعل «الحجاج» يناديه: «قد كان لك رجال، ولكنك ضيعتهم.»
قالوا: «فجاءه حجر من حجارة المنجنيق - وهو يمشي - فأصاب قفاه فسقط.» فما درى أهل الشام أنه هو حتى سمعوا جارية تبكي وتقول: «وا أمير المؤمنين!» فاحتزوا رأسه، فجاءوا به إلى الحجاج، فبعث به إلى عبد الملك. (3) الأسباب التي أدت إلى مصرعه
অজানা পৃষ্ঠা