وفي خلال قرنين ولي الملك «إيلي» ذو الحمية والغيرة في زي من الشعر حزامه من الجلد، وكان إيايزيه تلميذه المحبوب، وآموس راعي تيوقا وإيساي أكبر الأنبياء وزكريا وهوسيه، وميشا الذي ساد العدل البلاد في عهده على الأرض كلها، فساد السلام جميع الأقوام.
يهود أورشليم
أورشليم «جيروسلايم» عبرية. يؤخذ من مكتوبات وجدت في تل العمارنة موجهة من أحد الحكام الأقدمين لأورشليم أن اسمها كان «أورسليم»؛ أي «مدينة سليم» أو «مدينة السلام» منذ أعوام عديدة قبل أن يدخل الإسرائيليون تحت جوزهوا أرض كنعان. ولما أعاد «الإمبراطور هادريان» بناء المدينة أبدل اسمها إلى «إيليا كابيتولينا». وكان العرب يطلقون عليها أسماء تعبر عن تقديسها «كبيت المقدس» و«المقدس»، ومختصرها «القدس».
والتاريخ البعيد جدا «للقدس» غامض، وجهد ما وصل إلينا - كما يؤخذ من المكتوبات المشار إليها - أنه قبل أن يغزو جوزهوا
Joshua
القدس، كان المصريون يحتلونها؛ إذ كان موقعها استراتيجيا في أرض تلية جنوبي فلسطين. وليس معروفا كيف هجرها المصريون، وإن يكن من المحقق أنه حين غزاها الإسرائيليون، كان يحكمها الجيبوزيون من مواطنيها، وهم سكان مدينة «جيبوز» التي لم يعرف موقعها بعد، وإن يكن بعض المؤلفين يحددون هذا الموقع عند التل الغربي المعروف الآن باسم «صهيون»
Zion ، ويحددها آخرون على التل الشرقي بعدئذ في المكان الذي يشغله معبد ومدينة داود، ومما تدل عليه التوراة أن «أورشليم» كانت جزءا منها في يهودا «جودا» والآخر في «بنجامين »؛ ذلك أن الخط الفاصل بين قبيلتي جودا «يهودا» وبنجامين أو بنيامين يخترق المدينة. وعلى هذا كان الجزء المسمى زيبوس
Jebus
في التل الغربي. أما الجزء المعروف باسم حصن صهيون الخارجي، فكان على التل الغربي، على أن الجوديين والبنجاميين لم يستطيعا الاستيلاء التام على هذا المكان، فقد كان الجيبيون يشغلونه حين أصبح داود ملكا على بني إسرائيل، ذلك الملك الذي وفق في الاستيلاء على «أورشليم» بعد بضع سنين وشدائد. فقد أنشأ مدينته الملكية في التل الشرقي القريب من صهيون، حين صارت «جيبوز» المدينة التي في الجانب الغربي لوادي تيروبيان، المدينة التي عين «جوب» قائد داود حاكما عليها، وقد أحاطها داود بسور وقلعة يرجح أنها كانت في موقع الحصن الجوبوزي، بينما كان حصن «جوب» في المدينة الغربية. أما في شمال مدينة داود فإن الملك - مؤتمرا بأمر سماوي - اختار موقعا لمعبد جيهوفا الذي أنشأه سليمان، وأكثر المؤلفين يذهبون إلى أن الموقع الحالي الذي يشغله هذا المبنى لا بد أن يكون واقعا على أحد أجزاء المسافة المعروفة باسم هارام. •••
هذا؛ وقد كان يسكن فلسطين في القرن الخامس عشر ق.م أناس لغتهم وأفكارهم وديانتهم لا تختلف أساسا خلال مئات السنين؛ ذلك أن فلسطين كان يحكمها أمراء وطنيون تابعون لمصر، التي بعد طردها الهكسوس امتدت فتوحها إلى الفرات، وبعد بضعة قرون ادعت بابل ملكية الدول التي تقع في غربها. وقد استخدمت الكتابة واللغة الآشورية لا فيما يتصل بالمكاتبات الدبلوماسية، بل في الشئون الخاصة واليومية بين الأمراء الفلسطينيين أنفسهم.
অজানা পৃষ্ঠা