প্রাচ্য প্রশ্ন এবং প্যারিস সম্মেলন
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
জনগুলি
ففي الدولة النمساوية، وهي الدولة التي سيتوقف عليها التوازن الدولي في السنتين القادمتين؛ وجد فريق على رأسه وزير الخارجية بول
Buol
يؤيد التحالف مع إنجلترا وفرنسا، فهذا في نظره من شأنه حماية مصالح النمسا في مصب الدانوب، ولكن القواد النمساويين كانوا على غير رأيه، فكانوا يرون أن التحالف سيكون معناه وقوع الحرب على كاهل النمسا وحدها، إذا قام نزاع مسلح بين الدول الغربية والروسيا، ولكنهم كانوا يعتقدون أن الحالة تختلف إذا كان من الممكن إقناع بروسيا بالتدخل إلى جانب النمسا. فعلى الأقل تطمئن النمسا إلى أن بروسيا لن تقوم بعدوان ضدها في ألمانيا، ثم إن بروسيا تستطيع تهديد روسيا فعليا في ممتلكاتها البولونية.
وإرضاء لهذا الفريق من رجال الحرب أجل بول فكرة التحالف مع الدول الغربية إلى أن يصل إلى اتفاق مع بروسيا.
ولكن البروسيين كانوا يرغبون في الاتفاق مع النمسا مسوقين بدافع آخر يختلف عن الدافع النمسوي؛ هو إقناعها باتباع سياسة الحياد بين الفريقين المتخاصمين؛ لأن بروسيا كانت تعرف أنه إذا دخلت النمسا في حرب مع روسيا، فستجد بروسيا نفسها مضطرة إلى تأييدها وتجشم غمار حرب لا فائدة حقيقية لها منها. حقيقة لقد كان فريق في بروسيا يؤيد الدولتين الغربيتين، وعلى رأس ذلك الفريق ولي العهد، ولكنه استبعد نفوذه ولم يؤخذ برأيه.
وعلى أي حال، وضع بول مذكرة فينا التي وافقت عليها الدول، وقبلها نسلرود، ولكن كما قلنا وجد الأتراك ضرورة رفضها؛ إذ وجدوا فيها مساسا بكرامتهم، فلقد حررت هذه المذكرة دون الرجوع لرأيهم، كما يقول رشيد باشا، ومن ناحية ثانية، لم تقل المذكرة شيئا عن انسحاب الروس من الولايتين الدانوبيتين. لقد عملت مذكرة فينا بلا ريب على إثارة روح المقاومة عند الأتراك، ولكن الذي أثار روح المقاومة أكثر من مذكرة فينا كان وصول القوات المصرية إلى الآستانة. فرفض الأتراك إذن مذكرة فينا بالشكل الذي قدمت به واقترحوا تعديلات فيها في صالحهم.
ولقد أثار رفض الأتراك للمذكرة حيرة الساسة الأوروبيين، وخاصة بعد أن قبلها القيصر الروسي، وسرعان ما ظهر لإنجلترا أن فهم القيصر للمذكرة مختلف كثيرا عن فهم إنجلترا وفرنسا لها؛ ولذا ستضطر إنجلترا وفرنسا إلى التخلي عن مذكرة فينا في 17 سبتمبر، واتباع سياسة مستقلة عنها.
وبالرغم من ذلك لم يضع الأمل في المحافظة على السلام، فكان معروفا أن اجتماعا سيعقد بين القيصر النمساوي والروسي في ألمتس
Ulmütz
في نهاية سبتمبر، وظنت الدول أنه ربما خفف هذا الاجتماع من حدة التوتر الدولي.
অজানা পৃষ্ঠা