بالحبشة جاليات أجنبية من جميع الجنسيات، ومنها جاليات عربية ولبنانية وسوريا ويونانية وأرمنية، وأكثر أفرادها تجار، ومنهم من جمع ثروة كبيرة وأنشأوا المدارس. (16) البعثات في الحبشة
في الحبشة بعثات تبشيرية لمختلف الأديان - ولا سيما البروتستانتية الأمريكية - وبعثات تجارية لمختلف الدول، وقد عقدت البعثة الإنجليزية، التي كان يرؤسها السير رنل رود، معاهدة صداقة مع الحبشة في 15 مايو سنة 1897، وللبعثات مدارس ومستشفيات وملاجئ.
ورأس الدجاز «تاساما» بعثة أوروبية في عضويتها مسيو فايفز ومسيو بوتو السويسري ومسيو أرتومونوف الروسي، واجتازت الحبشة إلى نهر النيل عند مصب نهر السوباط في يونية سنة 1898، وبعد أيام وصل إليه الماجور مارشان الذي صار جنرالا فرنسيا وهو صاحب مسألة فاشودة.
عينت الدول ممثلين لها في العاصمة الحبشية، فكان السير هارنجتن قنصلا جنرالا لإنجلترا فوزيرا مفوضا.
وعقدت بعثة أمريكية سنة 1903 معاهدة تجارية بين الولايات المتحدة والحبشة.
وعقدت بعثة ألمانية سنة 1905 معاهدة تجارية مع الحبشة، وعين وزير مفوض ألماني لدى إمبراطور الحبشة.
وقد وضعت إنجلترا وفرنسا وإيطاليا اتفاقا في ديسمبر سنة 1906، جاء فيه: «إن مصالح هذه الدول الثلاث تقضي بالمحافظة على سلامة أملاك إثيوبيا.» وقضت المادة الأولى من الاتفاق على التعاون بينهم في المحافظة على كيان إثيوبيا من الوجهة السياسية وسلامة أراضيها، ونصت على أنه إذا وقعت طوارئ تخل بالكيان السياسي للحبشة فإن هذه الدول تتفق على صيانة مصالحها الخاصة، وقد تم الاتفاق في شهر يوليو في سنة 1906 وأبلغ في الحال إلى النجاشي، وقد رد الإمبراطور منليك على تبليغ الدول بأنه يشكر لها نياتها الطيبة ويشترط أنه لا يكون من شأن هذه الاتفاقية الحد من حقوق سيادته، ثم عين من شهر يونية سنة 1908 حفيده ليج ياسو وليا لعهده. (17) السكة الحديدية ودوليتها
وقد تقرر في الاتفاقية المذكورة أن تكون السكك الحديدية في الحبشة دولية - وليس في الحبشة سوى سكة حديدية واحدة بين أديس أبابا وميناء جيبوتي الواقع في الصومال الفرنسي - ولا تسير القطارات إلا نهارا، وتقف عند إحدى المحطات ليلا، ويستغرق مسيرها بين جيبوتي وأديس أبابا ستة أيام.
ويقف القطار لأقل سبب كان، ولو كان السائق يريد شرب الماء أو تحية صديق أو الوضوء والصلاة!
وأنشأت هذا الخط شركة فرنسية سنة 1894 منحها النجاشي منليك امتيازا، وساعدتها الحكومة الفرنسية وأتمت الخط الحديدي من جيبوتي إلى ويرة داوي التي تبعد عن هرر بمسافة 28 ميلا سنة 1902، ثم وقف العمل. وتقرر في معاهدة 13 ديسمبر سنة 1906 التي عقدت في لندن بين إنجلترا وفرنسا وإيطاليا أن تقوم السلطات البريطانية بإنشاء الخط الحديدي، وأنه إذا أريد وصل أريتريا بالصومال الإيطالي بسكة حديدية، فإن إيطاليا هي التي تقوم بإنشاء هذا الخط. وتقرر في المعاهدة تعيين مندوب بريطاني وثان إيطالي وثالث حبشي في مجلس إدارة الشركة الفرنسية، ومدير فرنسي لمجلس إدارة أية شركة إيطالية أو إنجليزية تنشأ فيما بعد، كما ضمنت المساواة التجارية العامة للدول جميعا سواء في ميناء جيبوتي أم على الخط الحديدي الفرنسي الذي تم. (18) الصعوبات التي ستلقاها إيطاليا
অজানা পৃষ্ঠা