به وكذلك فإن الاقتران بها مع جحد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ونبوته غير نافع، وفاعل ذلك كافر لا حظ له في الإسلام كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فدل ذلك على وجوب الإيمان بالله ورسوله، وأن من يجحد رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به لا حظ له بالإسلام، وأن يشهد أن لا إله إلا الله والكتاب والسنة في مواضع كثيرة تدل على ذلك ولولا الإطالة لذكرنا طرفا من ذلك.
وكذلك يجب الإيمان برسل الله؛ وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان بهم والأحمد أنهم كما قال ابن عباس: نبيكم ممن أمر أن يقتدي بهم، ثم قرأ: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدة}.
ومن شرط ذلك الإيمان بالقدر، وأن الساعة حق، والبعث حق، والجنة
حق، والنار حق، وكل من لم يؤمن بذلك كله ويحققه بقلبه ويعتقده لم ينفعه النطق بكلمة التوحيد بلسانه فقط، وهو منافق كما قال -عز وجل-: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون}.
পৃষ্ঠা ৭৯