============================================================
المسائا المشكلة يا رب من يبغض أذوادنا..
أن الجملة صفة لا صلة، ولولا ذلك لم تتخلص هذه من هذه، فكذلك يعرف بحكمك على موضوع (يحرفون) بأن ارتفاعه بالصفة على آها ليست مقامة مقام المبتدأ. ونظير هذا ما قاله سيبويه في قوله: ماكل سوداء ثرة، ولا بيضاء شحمة (2).
فقال: حذفت (كل) بعد أن لفظت ها استغناء قد ذهب إلى أها مرادة في اللفظ وإن كانت محذوفة منه، فلذلك لم يقع عنده عطف على عاملين، إذ (كل) منزلة الملفوظة ها.
ولا يجوز على هذا الوحه أن تقول: مررت بيقوم، لأن حرف الجر لا يتعلق، ولا يدخل في غير الأسماء فمى أدخلت على غير الأسماء أجزت فيها غير حائز، وكما لم يجز هذا في حروف الجر، كذلك لا يجوز في الفاعل، ولا يسوغ: جاعني قام، وأنت تريد: رحل قام؛ لأن الفاعل لا يخذف، فيخلو الفعل ويفرغ منه، كما لا يحذف الججرور فيعلق الجار.
فلا يكون الفاعل جملة، كما لا يكون المتعلق به حرف الجر غير اسم، فلا يجوز هذا في الفاعل، من حيث لم يجز أن يخلو الفعل منه، وإذا لم يجز ذلك فيه، إذا حرى ذكره للأدلة الي ذكرناها في ذلك، كان حذفه إذا لم يجر ذكره أشد امتناعا.
فأما قوله عز وحل: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ل ([النساء: 159]، فالمعنى على أحد، وهو حسن، لأنه ليس بفاعل. فأما قوله: ..... ولن ينهى ذوي شطط كالطعن يهلك فيه الزيت والفتل(2) فلا يكون إلا على أن يجعل الكاف فاعلة للضرورة، ولا يسوغ علي أن يكون المعنى شيء كالطعن، لما ذكرنا من امتناع حذف الفاعل. فأما قوله: حادت بكفي كان من أرمى البشر (1) (1) البيت لعمرو بن قميثة، انظر: ديوانه ص/196، وعحزه: رحن على بغضائه واغتدين (2) قال سيبويه: وتقول: ما كل سوداء ترة ولا بيضاء شحمة. وإن شئت نصبت شحمة، وبيضاء في موضع جر، كأنك لفظت بكل فقلت: ولا كل بيضاء. انظر: الكتاب 33/1.
(3) سبق تخريجه.
পৃষ্ঠা ২৩০