============================================================
المسانا المشكلة ما هو منها. وحذفوها فاء في قوله: وهل يعمن من كان في الغصر الخالي (1) وفي نحو: .00000000.عموا ظلاها(2) فحذفه أسهل لذلك من حذف غيره، ولو لم يمكن في النون من هذه الكلمة ما ذكرناه، لما كان لحمل (كيف) عليه مساغ ما وجد لغيره محاز.
فإن قلت: فكيف وحه البيت عندك؟
فالقول: أن (كي) على ضربين: تكون مرة بمعنى اللام، وذلك في قول من قال: كيمه، وتكون في معنى (أن)، في نحو: الكيلا تأسوا [الحديد: 22]. وقد شرحنا ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب.
فنقول: إن (كي) في البيت هي التي بمعنى اللام فيمن قال: كيمه، دخلتها (ما) كافة، فمنعتها العمل الذي كان تعمله من الدخول على الاسم، وهيأته للدخول على الفعل، فارتفع الفعل بعدها، لكف (ما) لها عن الدخول على الفعل، كما كفت (رب) و(من) من قولهم: مما أفعل، وربما يقوم. وقد قدمنا ذكر ذلك. ونظير هذا ما أنشدناه عن أبي الحسن من قوله: اذا أنت لم تنفع فضر فإئما يرجى الفتى كيما يضر وينفع فعلى هذا يحمل هذا البيت.
فأما قوله: (اليأكلوا من ثمره وما عملثه أيديهم [يس: 30]، فقيل فيه قولان: أحدهما: أن يكون (ما) بمعنى (الذي). والآخر: أن يكون نفيا، أي: لم تعمله، وهذا القول الثاني عندي أوحه، لقوله تعالى: لافرايتم ما تخرثون * اأثتم تزرعوته أم (1) البيت لامري القيس، وهو مطلع قصيدة له وصدره: الا عم صباحا أيها الطلل البالي: انظر: شرح ديوان امرئ القيس للأعلم الشمنتري ص 97.
2) جزء من بيت استشهد به سيبويه ولم ينسبه، والبيت هو: اتوا تاري فقلت منون أنتم فقالوا: الجن قلت: عمرا ظلاما انظر: الكتاب 402/1.
পৃষ্ঠা ১৩৫