============================================================
المسائا المشكلة تكون ميما، لأن الشاعر لما اضطر فحذف (ما) منه، وأظهر النون، علم به أن ذلك أصله، ويعلم أهم يحذفون منها عند الضرورة، وأها مركبة.
ثم ضم إليها ما، كما ضمت إلى (لى في (لوما) ونحوه، فتغير عن ذلك المعنى كما تغير (لو لما ضمت إليها (ما)، فذلك لا يمتنع، ولا دلالة على أن (إن) هذه المحجازية دون غيرها، إذ هذه الحروف اليي تغير بضم (ما) إليها تغير عما كانت عليها، وإلى هذا ذهب سيبويه والخليل فيها؛ أعني أها (إن) ضم إليها (ما)، ولذلك حكاها إذا سمي ها، كما يحكى (إنما) ونحوها، إلا أنه لم يقل: (إن) للحزاء أو لغيره.
وأما ما أنشده سيبويه للنمر بن ثولب: سقته الرواعذ من صيف وإن من خريف فلن يعدما(1) فذهب فيه أيضا إلى أن (إن) محذوف من (إما)، فقال: يريد وإما من خريف.
فقال أبو العباس في (الغلط): يقال له (ما) لا يجوز إلغاؤها من (إن)، إلا في غاية الضرورة، و(إما) يلزمها أن تكون مكررة، وإنما جاعت هنا مرة واحدة، ولا ينبغي أن يحمل الكلام على الضرورة، وأنت تحد إلى غيرها سبيلا، ولكن الوجه في ذلك ما قال الأصمعى؛ قال: هي (إن) الجزاء وإنما أراد إن سقته من خريف فلن يعدم الري. ولم يحتج إلى ذكر سقته لقوله أولا: سقته الرواعذ من صيف، وأقول: إن الشاعر قال هذا البيت في أبيات يصف فيها وعلا وقبله: إذا شاء طالع مسجورة ترى حولها التبع والسماسما تكون لأعدائه مجهلا مضلا وكانت له معلما(2) قوله: مسجورة، يريذ عينا كثيرة الماء إذا شاء هذا الوعل طالع مسجورة، فقوله: تكون صفة لمسجورة، وكذلك سقتها، يكون صفة لمسجورة. وكذلك رواه ثعلب، عن سعدان، عن الأصمعي.
وفي كتابنا كتاب سيبويه (سقته)، فيحوز أن يكون رجع إلى (الوعل)، أو حمله على المعى، والوجه أن يكون ل(العين)، فيكون المعنى: سقت الرواعد من (1) تقلمم تخريجه.
(2) البيتان للنمر بن تولب. انظر: شعر النمر بن تولب ص/103، 104
পৃষ্ঠা ১২৪