============================================================
المساثا المشكلة فأما (إذ) فالدليل على أنها اسم إضافتك الاسم إليها نحو: حينئذ، ويومئذ، ولو كان حرفا لم تقع إضافته إليه، وقد كانا مضافين إلى ما بعدهما، كما كان يضاف (بعد) إلى ما بعده، فلما أريدت المجازاة هما أزيلت الإضافة عنهما بأن كفتا عنهما ب(ما)، فعملتا في الفعل الواقع بعدهما الجزم.
والدليل على أها كافة: لزومها الاسمين في الجزاء، وكما لزمت الاسم لما صرف ما بعده إلى الابتداء. وإنما لزمتها لأن (حيث) ظرف من المكان يشبه برحين) من ظروف الزمان، فأضيف إلى الجمل، كما أضيف (حين) إليها، و(إذ ظرف من الزمان يضاف إلى الجمل.
وكل واحد من (حيث) و (إذ) إذا أضيفا إلى الجمل ،صار موضع الجملة بعدها جرا بالإضافة، فإذا وضع الفعل بعدهما، وقع موضع اسم بجرور، والفعل مت وقع موقع اسم لم يجز فيه إلا الرفع.
فلو جوزي باحيث) و (إن ولم يضم إليهما (ما) لم تحز المجحازاة هما، لأنك إذا جازيت جزمت، وهذا موضع لا يكون الفعل فيه إلا مرتفعا لوقوعه موقع الاسم، فلما امتنعت المجازاة هما- لما ذكرت- ضم إليهما (ما) الكافة، فمنعتهما الإضافة كما أنك لمما ضممتها إلى الحروف والأسماء الجارة(1) كفتها عن الإضافة، والجر، نحو: بعد ما أفنان رأسك، وللاربما يود الذين كفروا [الححر: 2] .
وكان القياس على هذا يوجب عندي على الشاعر إذا اضطر فجازى برإذا)- أن يكفها عن الإضافة باما)، كما كف (حيث) و (إذ لما جوزي هما، إلا أن الشاعر إذا ارتكب الضرورة، استجاز كثيرا مما لا يجوز في الكلام، نحو الأشياء المذكورة في مواضعها في باب الضرورات. فهذا دخول (ما) الكافة على الاسم.
وأما دخولها على الفعل، فإنها تدخل عليه، فتحعله يلي ما لم يكن يليه قبل دخوها. ألا ترى: أنها تدخل عليه قبل الفعل، نحو: قلما سرت، وقلما يقول، ولم يكن الفعل قبل دخول (ما) عليه يلي الفعل.
قال سيبويه في باب الحروف التي لا يليها بعدها إلا الأفعال: من تلك الحروف (1) الأسماء الجارة مثل: بعد، وعند ونحوهما.
পৃষ্ঠা ১০৮