============================================================
المساتا المشكلة (ما) والكاف جعلتا منزلة حرف واحد، وصيرت للفعل كما وصيرت للفعل (ربما) والمعني: لعلي آتيك، فمن ثم لم ينصبوا به الفعل، كما لم ينصبوا بارما)، قال رؤبة: لا تشثم الناس كما لا ثشتم. وأنشد: قلت لشيبان: ادن من لقائه كما تغذي القوم من شوائه (1) وحعل (كما) في هذا البيت كالتي في البيت الأول، وأنشد أبو بكر عن يعقوب أو غيره من أهل الثبت في اللغة: كيما ثغدي القوم، وقال: وشيبان: ابنه أي: قلت له: اركب في طلبه كيما تعيده، فتغدي القوم به، يصف ظليما (2).
وأقول: إن (ما) على هذا الإنشاد تحتمل وجهين: يجوز أن تكون زائدة، كالتي في قوله: (فبما رحمة [آل عمران: 159]، والفعل منصوب بإضمار (أن)، إلا أنه ترك على الإسكان، وذلك مما يستحسن في الضرورات. ويجوز أن تكون (ما) بمعني المصدر في موضع جر باكي)، و(تغذي) صلته، وموضعه رفع، ونظير ذلك قول الآخر، أنشده أبو الحسن: إذا ائت لم تنفع فضر فإئما يرجى الفتي كيما يضر وينفع (2) كأنه قال: للضر وللنفع، وتحتمل عندي أن تكون (ما) كافة، كأنه : كن كأنت، ويجوز أن تكون بمعني (الذي) كأنه: كن كالذي هو أنت، فهذا دخول (ما) كافة على الحرف.
وأما دخولها علي الاسم، فقد دخلت على الأسماء الني هي ظروف، ودخولها عليها علي ضربين: أحدهما: أن تمنع الاسم عمله وما كان يحدثه من الإضافة قبل دخولها عليه، وتقع بعد الاسم جملة لا يعمل فيها الاسم.
والآخر: أن تدخل علي الاسم، فتمنع على إضافته إلى ما كان يضاف إليه، ((1) البيت لأبي التحم العجلي: (2) الظليم: ذكر النعام.
(2) البيت موجود في ديوان قيس بن الخطيم ص.8، وفيه: (وينفعا) منصوبا، وورد أيضا في شعر التابغة الجعدي ص46:
পৃষ্ঠা ১০৬