﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ ١، وكذلك في سورة الأنبياء، وقال: ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ﴾ ٢، وقال: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا﴾ ٣ الآية. وهذا المعنى قد ثناه الله في كتابه، بين فيه أن دينه واحد، وهو الإسلام العام والإيمان العام، وأنه أمر رسله بالاجتماع فيه والائتلاف، ونهاهم عن التفرق فيه والاختلاف، وهو الذي أمر به الأولين والآخرين، فمن خرج عنه كفر بجميع الرسل ولو آمن ببعض الرسالة دون بعض، أو ببعض الكتب والرسل كما عليه المبتدعة في الإسلام وغيرهم، ومن سلك سبيلهم من أهل التحريف والتبديل في المسلمين. ويدخل في هؤلاء السبعون فرقة في اليهود والأحد والسبعون في النصارى، واثنتان والسبعون في المسلمين، كما قال ﷺ في أحاديث متعددة، وقال في الناجية: "وهي الجماعة"، وفي رواية: "هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" ٤. فوصفهم بالاجتماع واتباع الصحابة، وهذا هو السنة والجماعة، فمن خرج عنه فهو من أهل التفرق والاختلاف الذين اختلفوا في الكتاب واختلفوا على الأنبياء، والله أعلم.
(١٢٥) سئل ﵀ عن رجل متمسك بالسنة، ويحصل له ريبة في تفضيل الثلاثة على عليّ
لقوله ﵇ له: "أنت مني وأنا منك " ٥، وقوله: "أنت مني بمنْزلة هارون من موسى" ٦ وقوله: "لأعطين الراية