মাসাবিহ সাতিকা
المصابيح الساطعة الأنوار
জনগুলি
وأما قوله : ((أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)) [الملك:16] وقوله : ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) [الحديد:3] وقوله : ((الرحمن على العرش استوى)) [طه:5] وقوله : ((وهو معكم أين ما كنتم)) وقوله : ((ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة)) [المجادلة:7] وقوله: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) [ق:16] وقوله : ((إن ربك لبالمرصاد)) [الفجر:14] وقوله: ((إن ربي على صراط مستقيم)) [هود:56] فكذلك الله تبارك وتعالى وتقدس من غير أن يكون ما سمى من كينونيته في خلقه ومع خلقه وعلى خلقه وفوق خلقه يجري ذلك منه على نحو ما يجري من المخلوقين وهو اللطيف وأعظم وأجل وأكبر من أن ينزل به شيء مما ينزل بخلقه هو الشاهد لكل شيء والوكيل على كل شيء، والمنشيء لكل شيء، والمدبر للأشياء كلها بلا علاج، ولا يفكر ولا حدث عليه ولامؤنة تعينه سبحانه وبحمده تبارك وتعالى وتقدس، فإذا جال شيء في صدرك من عظمة الله مما في القرآن من كينونته في الخلق ومع الخلق وفوق الخلق، وعلى الخلق، وتفكر في ديمومة الله وعظمته، ووسوست نفسك بشيء فقل: لا إله إلا الله فإن ذلك من وساوس الشيطان، وتفكر في ديمومة الله قبل أن يخلق خلقا سماء ولا أرضا، ولا عرشا ولا هواء، ولا شيئا من السماء والأرض فتنظر أنه الدائم الذي لا إحصاء لديمومته، وليس مع شيء، وذلك أنه الأول ابتدأ الأشياء لامن شيء فكذلك الله فعند ما خلق من الخلق كذا كان قبل أن يخلق الخلق ولم يتحول، ولا يحول ولا يأفل مع الآفلين فلا تجري عليه زيادة ولا نقصان، ولا يدرك ولا يعرف إلا بالديمومة، والأنات والسلطان والقدرة دائما سرمدا أبدا لا إحصاء لديمومته تبارك وتعالى وتقدس، ولا زوال، ابتدأ خلقه على غير مثال، وذلك أنه الأول فلا شيء معه، وخلق الأشياء لامن شيء.
وأما قوله : ((إن ربك لبالمرصاد)) [الفجر:14] فإنما يعني أن ربك قادر أن يجزي أهل المعاصي جزاءهم، وهو فاعل ذلك، وقد تقول العرب للعبد أولمن يأمرونه فيستعصي: إنا لك بالمرصاد، يعنون إنا قادرون على جزائك، ونحن فاعلون ذلك.
وأما قوله : ((إن ربي على صراط مستقيم)) [هود:56] فإنما يعني أنه حق يجزي بالإحسان إحسانا والسيء سيئا، ويغفر لمن يشاء سبحانه وتعالى وتقدس أفهمت ما ذكرت لك؟ قال : نعم.
পৃষ্ঠা ১০৪