186

تفسير (والعاديات)

بسم الله الرحمن الرحيم

وسألت أبي رحمة الله عليه عن قول الله سبحانه: ((والعاديات ضبحا (1) فالموريات قدحا (2) فالمغيرات صبحا)) فالعاديات من كل ذات ظلف أوحافر صلب أوخف: من كل بهيمة جنية وحشية أوأنسية.

وتأويل قوله: ((ضبحا)) فهو عدوا ومرحا، و((فالموريات قدحا)) فهو مايورين ويقدحن إذا عدون وصبحن بصلابة الأظفار والحوافر والأخفاف من نار الحجارة والحصاة، والأرض الصلبة الخشناء فيورين النار من ذلك كله بإيقاد كما تورى وتقدح النار بالزناد.

و((فالمغيرات صبحا)) فيما أرى والله أعلم خاصة: الخيل بينهن وبين غيرهن من ذوات الحافر في العدو والقدر واليمن من الفرق النير الجليل، ولخاص مافيهن من النعمة والبركة والخير قدمن إن شاء الله في الذكر على البغال والحمير فقال الله سبحانه: ((والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)) [النحل:8].

وتأويل ((فأثرن به نقعا)) والنقع: هو الغبار المثار ((فوسطن به جمعا)) هو توسطهن بغبارهن للجمع الذي عليه كان المغار.

وتأويل ((إن الإنسان لربه لكنود)) فهو الكافر لنعم الله بكبائر عصيانه الفاجر العنود.

وتأويل: ((وإنه على ذلك لشهيد)) من حاله وعداوته ((لشهيد)) لربه بنعمته واحسانه بما يرى عليه من النعمة والإحسان، ومابين فيه من حسن الصنع والإتقان.

পৃষ্ঠা ১৯৮