مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور
مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور
প্রকাশক
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
সংস্করণের সংখ্যা
العدد١٢٩-السنة ٣٧
প্রকাশনার বছর
١٤٢٥هـ
জনগুলি
ولعلَّ من الأهمية بمَكَان أَن نشِير إِلَى أَن للفراهي ﵀ نَحوا من خمسةٍ وَعشْرين كتابا لما تطبع بعد، وَكثير مِنْهَا فِي غَايَة الأهمية، كَمَا يظْهر من عناوينها، وكما عرفنَا من طَريقَة الفراهي العلمية فِي الْبَحْث والتصنيف، وَمِنْهَا - فِيمَا يتَعَلَّق بِالْقُرْآنِ الْمجِيد - بَقِيَّة تَفْسِيره (تَفْسِير نظام الْقُرْآن وَتَأْويل الْفرْقَان بالفرقان)، وأساليب الْقُرْآن، وَأَسْبَاب النّزول، وتاريخ الْقُرْآن، وأوصاف الْقُرْآن، وَفقه الْقُرْآن، وحجج الْقُرْآن، والرسوخ فِي معرفَة النَّاسِخ والمنسوخ.. بِالْإِضَافَة إِلَى نفائس أُخْرَى فِي الْأَدَب الْعَرَبِيّ، والفلسفة، والمنطق، والاجتماع.. مِمَّا يُعدُّ ثروة جديرة بالاهتمام وَالرِّعَايَة، وَالْعَمَل على إخْرَاجهَا لينْتَفع بهَا أهل الْعلم فِي كل مَكَان (١) .
نظريته فِي (نظام الْقُرْآن):
سبق مَعنا أَن الفراهي ﵀ انْقَطع فَتْرَة طَوِيلَة من عمره الْمُبَارك إِلَى تدبُّر الْقُرْآن ودرسه، وَالنَّظَر فِيهِ من كل جِهَة، وَقد مَاتَ ﵀ وَهُوَ مكبٌّ على أَخذ مَا فَاتَ الْعلمَاء، ولفِّ مَا نشروه، ولمِّ مَا شتَّتوه، وَتَحْقِيق مَا لم يحققوه، فَكَانَ لِسَانه يَنْبع علما بِالْقُرْآنِ، وصدره يتدفق بحثا عَن مشكلاته، وقلمه يجْرِي كشفًا عَن معضلاته؛ إذْ كَانَ يعْتَقد أَن الْقُرْآن مُرَتّب بيانُه، ومنسقة النظام آياتُه، وَأَن كل مَا تقدم وَتَأَخر من سوره بُنيَ على الْحِكْمَة والبلاغة ورعاية مُقْتَضى الْكَلَام، فَلَو قُدِّم مَا أُخِّر، وأُخِّر مَا قُدِّم، لبطل النظام، وفسدت
(١) وَمِمَّا يلْحق بآثاره المخطوطة تِلْكَ المطبوعة، فَإِن جَمِيعهَا - باستثناء اثْنَيْنِ أَو ثَلَاثَة مِنْهَا - لم يعد طبعه مُنْذُ نَحْو ثَلَاثِينَ عَاما.. وَقد عانيتُ معاناة كَبِيرَة حَتَّى عثرت - بعد طول بحث وتنقيب - على كِتَابه النفيس (دَلَائِل النظام) .
1 / 72