إِنَّمَا هُوَ متلقى مِنْهَا إِذْ مرجوع بَيَان أَحْكَام الْكتاب إِلَيْهَا قَالَ الله الْعَظِيم لنَبيه الْكَرِيم عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم ﴿وأنزلنا إِلَيْك الذّكر لتبين للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم﴾
هَذَا وآيات الْكتاب الْمُقدمَات وَغَيرهَا موافقات للأحاديث الْمَذْكُورَات فِي إِثْبَات الْقدر كَمَا مر وَكَذَا إِجْمَاع سلف الْأمة أهل الِاتِّبَاع قبل ظُهُور الابتداع وَكَذَا النّظر الصَّحِيح من الْعقل لَا يجيل مَا ورد فِي ذَلِك من النَّقْل وَمن الْإِجْمَاع الْمَذْكُور اتِّفَاق السّلف فأظنه على قَول مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن
وَفِي هَذَا الْمَعْنى أنْشد الحبر الْفَاضِل بَحر الْفَضَائِل السَّيِّد الْمُعظم وَالْإِمَام الْمُقدم صَاحب الْمرتبَة الْعلية والمشهود لَهُ عِنْد مَوته بالقطبية مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي الْقرشِي المطلبي ﵁ وأرضاه وَجعل فِي علا الْجنَّة مَأْوَاه
(مَا شِئْت كَانَ وَإِن لم أشأ ... وَمَا شِئْت إِن لم تشأ لم يكن)
(
(خلقت الْعباد على مَا علمت ... وَفِي الْعلم يجْرِي الْفَتى والمسن)
(على ذَا أمننت وَهَذَا خذلت ... وَهَذَا أعنت وَذَا لم تعن)
(فَمنهمْ شقي وَمِنْهُم سعيد ... وَمِنْهُم قَبِيح وَمِنْهُم حسن)
(وَمِنْهُم فَقير وَمِنْهُم غَنِي ... وكل بِأَعْمَالِهِ مُرْتَهن)
روى ذَلِك عَنهُ صَاحِبَاه الْمُزنِيّ وَالربيع
وَأما مَا ذكرنَا من اتصافه بالقطبية فَذَلِك مَا رَوَاهُ الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين بن ... . عَن الشَّيْخ الإِمَام تَاج الدّين بن عَطاء الله عَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَارِف بِاللَّه أبي الْعَبَّاس المرسي عَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَارِف بِاللَّه شيخ الشُّيُوخ الْمَشْهُود لَهُ بالقطبية أبي الْحسن الشاذلي رَضِي الله
1 / 97