الحذر الدَّاعِي إِلَى النّظر الْمُؤَدِّي إِلَى معرفَة صدق المشرع المستلزم التَّصْدِيق بِهِ المفضي إِلَى السَّلامَة من الْمَحْذُور وسعادة الْأَبَد ودوام السرُور فِي جوَار الْمولى الْكَرِيم الغفور
فَهَذَا معنى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الإِمَام حجَّة الْإِسْلَام الْفَاضِل ﵁ فِي قَوْله والطبع قَابل وَفِي كَون الطَّبْع قَابلا للخير وتبديل الصِّفَات الذميمات بِالصِّفَاتِ الحميدات قلت هَذِه الأبيات
(تعود فعال الْخَيْر مَعَ كل فَاعل ... بتبديل طبع للتبدل قَابل)
(فَنَفْس الْفَتى إِن راضها مهرت بهَا ... نجاة وَعز واكتساب فَضَائِل)
(وَإِن لم يرضها كلب مزبلة بهَا ... هَلَاك وذل واكتساب رذائل)
قلت وَإِذا كَانَ الطَّبْع غير قَابل بِالْمُوَحَّدَةِ فَلَا شكّ أَنه قَاتل بالمثناه من فَوق كَمَا ذكرت فِيمَا تقدم وَالله أعلم
فَهَذَا مَا اقتصرت عَلَيْهِ من التَّنْبِيه على الْمَقَاصِد الْمُشْتَملَة عَلَيْهَا الْأَرْبَع الْكَلِمَات الْمَذْكُورَات فِي قَول الإِمَام أبي حَامِد ﵁ الَّتِي ذكر السَّائِل أَنه لم يفهمها عَالم زمانهم الْفَاضِل
بسط الْكَلَام فِي مَعَاني كَلِمَات أبي حَامِد يَسْتَدْعِي تصنيف كتاب كَامِل
ولعمري إِن بسط الْكَلَام فِيهَا يَسْتَدْعِي تصنيف كتاب كَامِل وَفِيمَا ذكرنَا من ذَلِك كِفَايَة عَن التوغل فِي ميدان بعيد الْغَايَة
ولنعد على الْفَوْر إِلَى مَا كُنَّا بصدده من ذكر الدّور
قَالَ بعض أَئِمَّتنَا لَيْسَ فِي هَذِه الْمَسْأَلَة دور لِأَن معجزات الْأَنْبِيَاء ﵈ تبهر عقول الْأَنَام فَمن رَآهَا وَسمع بهَا وَلم يجب إِلَيْهَا وَلَا نظر فِيهَا فَهُوَ مقصر لِأَن ظُهُورهَا مُوجب للنَّظَر وَالشَّرْع ثَابت بظهورها وَإِن لم يثبت عِنْده وَالْوُجُوب مُتَوَقف على ثُبُوت الشَّرْع
1 / 66