Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda
مراقي العزة ومقومات السعادة
প্রকাশক
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
প্রকাশনার স্থান
الدمام - السعودية
জনগুলি
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: ٨].
ولما قيل للنبي ﷺ: ادعُ على المشركين. قال: «إني لم أُبعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعثتُ رحمةً» (^١)، ومِصداق هذا قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧].
ودعا ﷺ لقومه، وهم يُوقِعون به وبأصحابه صنوف الأذى، فقال: «ربِّ اغفرْ لقومي فإنهم لا يعلمون» (^٢).
وزار ﷺ اليهودي الذي كان يخدمه لما مرض، فقعد عند رأسه، فقال له: «أَسلِمْ»، فنظر إلى أبيه، فقال له أبوه: أطعْ أبا القاسم ﷺ، فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمدُ الذي أنقذه منَ النار» (^٣).
وجلس الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ﵁ يتحاكم مع اليهودي الذي وجد دِرعه عنده إلى القاضي شُرَيح، ولم يكن لديه بيِّنة، فقيل له: يحلف اليهودي، ويأخذ الدرع؟ فقال: هو ذاك. فلما رأى اليهودي أن خليفة المسلمين تحاكم معه إلى القضاء، اعترف بالدرع لعلي ﵁، وأعلن إسلامه (^٤).
وكان لعبد الله بن المبارك ﵀ جارٌ يهودي، فاحتاج اليهودي وأراد أن يبيع دارَه، فقيل له: بكم تبيعها؟ قال: بألفين. فقيل له: هي لا تساوي إلا ألفًا. فقال: صدقتُم، ولكن ألفٌ للدار، وألف لجوار عبد الله بن المبارك، فدعاه عبد الله وسأله: ما الذي دعاك لبيع دارك؟ قال: عليَّ دَين. فأعطاه ثمن الدار، وقال: لا تبعها (^٥).
وبهذا ضرب الإسلام بتشريعاته العظيمة، ومبادئه السمحة، وسلوك أتباعه، أروع الأمثلة في العدل والرحمة والإحسان؟
_________
(^١) أخرجه مسلم في البر والصلة (٢٥٩٩) من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٢) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٧٧)، وفي استتابة المرتدين (٦٩٢٩)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٢)، وابن ماجه في الفتن (٤٠٢٥)، وأحمد ١/ ٣٨٠ (٣٦١١) من حديث عبد الله بن مسعود ﵁.
(^٣) أخرجه البخاري في «الجنائز» (١٣٥٦)، وأبو داود في الجنائز (٣٠٩٥) من حديث أنس ﵁.
(^٤) «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص (١٨٤ - ١٨٥).
(^٥) انظر: «تذكرة أولي النهى» ٥/ ٢٧٢، و«موسوعة الأخلاق» ١/ ٣١٣.
1 / 13