মরাহ লাবিদ
مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد
তদারক
محمد أمين الصناوي
প্রকাশক
دار الكتب العلمية - بيروت
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى - 1417 هـ
জনগুলি
عن ابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا قريشا في بدر ورجع إلى المدينة جمع يهود بني قينقاع في سوق بني قينقاع وقال: «يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا يوم بدر فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم» «1» . فقالوا: يا محمد لا تغرنك نفسك إن قتلت نفرا من قريش أغمارا لا يعرفون القتال لو قاتلتنا لعرفت فأنزل الله تعالى قوله هذا
: قل للذين كفروا هم يهود بني قينقاع ستغلبون عن قريب في الدنيا وقد صدق الله تعالى وعده بقتل بني قريظة، فقد قتل منهم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم واحد ستمائة جمعهم في سوق بني قينقاع، وأمر السياف بضرب أعناقهم، وأمر بحفر حفيرة ورميهم فيها. وبإجلاء بني النضير، وفتح خبير، وضرب الجزية على أهلها. وبالأسر على بعض كل. وتحشرون في الآخرة إلى جهنم دلت الآية على حصول البعث في يوم القيامة والنشر والحشر وعلى أن مرد الكافرين النار وبئس المهاد (12) أي الفراش جهنم.
وقرأ حمزة والكسائي بالغيبة في الفعلين أي بلغهم أنهم سيغلبون ويحشرون. والباقون بالخطاب أي قل لهم في خطابك إياهم ستغلبون وتحشرون. والفرق بينهما أنه على الخطاب يكون الإخبار بمعنى كلام الله تعالى، وعلى الغيبة تكون بلفظه. قد كان لكم أيها اليهود آية أي علامة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم في فئتين أي فرقتين التقتا بالقتال يوم بدر فئة تقاتل في سبيل الله أي في طاعة الله وهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، بين كل أربعة منهم بعير، ومعهم من الدروع ستة ومن السيوف ثمانية، ومن الخيل فرسان للمقداد بن عمر ولمرثد بن أبي مرثد. وأخرى كافرة أي وجماعة أخرى كافرة بالله والرسول وكانوا تسعمائة وخمسين رجلا، وفيهم أبو سفيان وأبو جهل، وقادوا مائة فرس، وكانت معهم من الإبل سبعمائة، وأهل الخيل كلهم كانوا دارعين وكان في الرجال دروع سوى ذلك يرونهم مثليهم رأي العين أي يرى المشركون المؤمنين مثلي عدد المشركين قريبا من ألفين أو مثلي عدد المسلمين ستمائة ونيفا، وعشرين رأيا ظاهرا عيانا بالعين. في ذلك أنه تعالى كثر المسلمين في أعين المشركين مع قلتهم ليهابوهم فيحترزوا عن قتالهم.
قال ابن عباس: يرون أنفسهم مثلي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وقرأ نافع وأبان عن عاصم من السبعة، ويعقوب ترونهم بالخطاب. والمعنى ترون أيها اليهود المشركين مثلي المؤمنين في القوة والشوكة ومع ذلك غلبهم المؤمنون مع قلتهم جدا. فيكون هذا أبلغ في إكرام المؤمنين وعناية الله بهم والله يؤيد أي يقوي بنصره من يشاء ولو بدون الأسباب العادلة إن في ذلك أي في
পৃষ্ঠা ১১৪