ولكن الشاب الذي يحيا نحو 25 أو 30 سنة، وهو لا يختلط بالجنس الآخر، ولا يرقص، فإن احتمال سقوطه في الشذوذ كبير جدا.
الموسيقى والرقص في أوربا يعدان من تقاليد الشعب، وكلاهما إيقاع. إيقاع الصوت وإيقاع الحركة.
ولكل منهما مركبات تنتقل إلى كيان الشخصية الأوربية؛ فإن الرقص لا يتفق وانبعاج البطن وبدانة الجسم، ولذلك تحرص كل فتاة وسيدة على أن يكن نحيفات. بل إنهن يفهمن الرشاقة على أنها قبل كل شيء نحافة: قامة عالية وخصر صغير وصدر ناهد.
وقل أن تجد أوربيا أو أوربية لم يتعلم الموسيقى في صباه أو شبابه على إحدى الآلات التي أهديت إليه، أو لم يتعلم الرقص.
والرقص هو المرانة الابتدائية للحب. وهو أعظم ما يصد عن الشذوذ والعادات الخفية وعذاب الخواطر الجنسية المضنية والبعد عن الحقائق؛ إذ هو يجمع بين الشاب والفتاة في شهامة واحترام وطرب، فلا يتجه الشاب إلى الشاب، ولا تتجه الفتاة إلى الفتاة، وإنما يتجه كل جنس إلى الآخر. أي إن الرقص مرانة على السداد أو الصحة الجنسية.
وقد يقال إن في الرقص اشتهاء جنسيا. وهذا صحيح، ولكن هذا الاشتهاء الجنسي نجده أيضا في الشارع حين يرى الشبان الفتيات بلا حاجة إلى الرقص. ولكن الرقص يسدد ويصحح هذا الاشتهاء، حتى لا يكون مريضا أو شاذا.
ترى لو أن أبا نواس كان يعيش في مجتمع مختلط يجد المرأة في السوق والمجلس والمكتب والمتجر، هل كانت غريزته الجنسية تزيغ ويفسد هو منها كما يفسد غيره من الشبان؟
إن أعظم ما يقي المجتمع من الشذوذ الجنسي، وهو أحط ما يمكن أن يتخيله إنسان في فساد الطبيعة البشرية، هو الاختلاط بين الجنسين. وأعظم مرانة على الصحة الجنسية هو الرقص.
هذا هو الرقص الازدواجي؛ أي الرقص العام بين أفراد الشعب.
ولكن هناك رقصا آخر تختص به الفنانات اللائي يقمن به منفردات أو جماعات، بل أحيانا يختص به الفنانون من الرجال.
অজানা পৃষ্ঠা