والمضافات كلها ترجع بالتكافؤ بعضها على بعض فى القول، مثال ذلك: العبد، يقال عبد للمولى، والمولى يقال مولى للعبد؛ والضعف ضعف للنصف، والنصف نصف للضعف؛ والأكبر أكبر من الأصغر، والأصغر أصغر من الأكبر. وكذلك أيضا فى سائرها، ما خلا أنها فى مخرج اللفظ ربما اختلف تصريفهما، مثال ذلك: العلم، يقال علم بمعلوم، والمعلوم معلوم للعلم؛ والحس حس بمحسوس، والمحسوس محسوس للحس. لكن ربما ظنا غير متكافئين متى لم يضف إلى الشىء الذى إليه يضاف — إضافة معادلة، بل فرط المضيف، مثال ذلك: الجناح إن أضيف إلى ذى الريش لم يرجع بالتكافؤ ذو الريش على الجناح، لأن الأول لم تكن إضافته معادلة، أعنى الجناح إلى ذى الريش. وذلك أنه ليس من طريق أن ذا الريش ذو الريش أضيف إليه فى القول الجناح، لكن من طريق أنه ذو جناح، إذ كان كثير غيره من ذوى الأجنحة لا ريش له. فإن جعلت الإضافة معادلة رجع أيضا بالتكافؤ، مثال ذلك: الجناح جناح لذى الجناح، وذو الجناح بالجناح هو ذو جناح. وخليق أن يكون ربما نضطر إلى اختراع الاسم متى لم نجد اسما موضوعا إليه تقع الإضافة معادلة، مثال ذلك: أن السكان إن أضيف إلى الزورق لم تكن إضافته معادلة، لأنه ليس من طريق أن الزورق زورق أضيف إليه فى القول: «السكان» إذ كان قد يوجد زواريق لا سكان لها، ولذلك لا يرجع بالتكافؤ، لأنه ليس يقال إن الزورق زورق بالسكان. لكن خليق أن تكون الإضافة أعدل إذا قيلت على هذا النحو: السكان سكان لذى السكان — أو على نحو ذلك، إذ ليس يوجد اسم موضوع فيرجع حينئذ متكافئا إذا كانت الإضافة معادلة، فإن ذا السكان إنما هو ذو سكان بالسكان. وكذلك أيضا فى سائرها: مثال ذلك: أن الرأس تكون إضافته الى ذى الرأس أعدل من إضافته إلى الحى، فإنه ليس الحى من طريق ما هو حى له رأس، إذ كان كثير من الحيوان لا رأس له. وكذلك أسهل ما لعله يتهيأ لك به أخذ الأسماء فيما لم يكن لها أسماء موضوعة: أن تضع الأسماء من الأول للتى عليها ترجع بالتكافؤ على مثال ما فعل فى التى ذكرت آنفا — من الجناح: ذو الجناح، ومن السكان: ذو السكان.
পৃষ্ঠা ২৪