وقد يظن بكل جوهر أنه يدل على مقصود إليه بالإشارة. فأما الجواهر الأول فبالحق الذى لا مرية فيه أنها تدل على مقصود إليه بالإشارة، لأن ما يستدل عليه منها شخص واحد بالعدد. وأما الجواهر الثوانى فقد يوهم اشتباه شكل اللقب منها أنها تدل على مقصود إليه بالإشارة كقولك: الإنسان الحيوان — وليس ذلك حقا، بل الأولى أنها تدل على أى شىء، لأن الموضوع ليس بواحد كالجوهر الأول، لكن الإنسان يقال على كثير، و〈كذلك〉 الحيوان — إلا أنها ليست تدل على أى شىء على الإطلاق بمنزلة الأبيض، فإن الأبيض ليس يدل على شىء غير أى شىء. فأما النوع والجنس فإنهما يقرران أى شىء فى الجوهر؛ وذلك أنهما إنما يدلان على جوهر ثان ما. إلا أن الإقرار بالجنس يكون أكثر حصرا من الإقرار بالنوع، فإن القائل: «حيوان» قد جمع بقوله أكثر مما يجمع القائل: «إنسان».
ومما للجواهر أيضا أنه لا مضاد لها. فماذا يضاد الجوهر الأول، كإنسان ما! فإنه لا مضاد له؛ ولا للإنسان أيضا، ولا للحيوان مضاد. إلا أن ذلك ليس خاصا بالجوهر، لكنه فى أشياء أيضا كثيرة غيره، مثال ذلك فى الكم: فإنه ليس لذى الذراعين مضاد، ولا للعشرة، ولا لشىء مما يجرى هذا المجرى، إلا أن يقول قائل: إن القليل ضد الكثير، أو الكبير ضد الصغير، لكن الكم المنفصل لا مضاد له.
পৃষ্ঠা ১২