لمحض مشاهدة جمال الصديق يوسف (عليه السلام) كما حكاه جل شأنه ( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ). وإذا لم تشعر النسوة (1) بمضض الجراح ، فليس من الغريب ألا يجد أصحاب الحسين (ع) وهم زبدة العالم كله ألم مس الحديد عند نهاية عشقهم لمظاهر الجمال الإلهي ، ونزوع أنفسهم إلى الغاية القصوى من القداسة بعد التكهرب بولاء سيد الشهداء (ع):
بأبي افدي وجوها منهم
صافحوا في كربلا فيها الصفاحا
* الحسين مع أصحابه
** تمهيد :
إن الشريعة المقدسة أوجبت على الناس النهضة ؛ لسد باب المنكر ، والردع عن الفساد . وألزمت الامة بمتابعة الإمام في رد عادية الباغين على الخليفة المنصوب علما للعباد ؛ بعد أن يدعوهم إلى التوبة عما هم فيه من معاندة الحق ، والرجوع إلى ساحة الشرع الأعظم ، كما في قوله تعالى :
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على
পৃষ্ঠা ৭৩