289

* الدفن

ذكر أهل التاريخ أن سيد الشهداء (ع) أفرد خيمة في حومة الميدان (2)، وكان يأمر بحمل من قتل من صحبه وأهل بيته إليها ، وكلما يؤتى بشهيد يقول (عليه السلام): «قتلة مثل قتلة النبيين وآل النبيين» (3).

إلا أخاه أبا الفضل العباس (عليه السلام) تركه في محل سقوطه قريبا من شط الفرات (4).

ولما ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة إلى الكوفة ترك اولئك الذين وصفهم أمير المؤمنين (ع) بأنهم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة ، لم يسبقهم سابق ولا يلحقهم لاحق (5) على وجه الصعيد تصهرهم الشمس ويزورهم وحش الفلا.

قد غير الطعن منهم كل جارحة

إلا المكارم في أمن من الغير

وبينهم سيد شباب أهل الجنة بحالة تفطر الصخر الأصم ، غير أن الأنوار الإلهية تسطع من جوانبه ، والأرواح العطرة تفوح من نواحيه.

ومجرح ما غيرت منه القنا

حسنا ولا أخلقن منه جديدا

وحدث رجل من بني أسد : أنه أتى المعركة بعد ارتحال العسكر ، فشاهد من

পৃষ্ঠা ৩১৮