174

سمعت هلال بن حباب ، يقول : جمع الحسن بن علي رءوس أصحابه في قصر المدائن ، فقال : يا أهل العراق! لو لم تذهل عنكم نفسي لثلاث خصال لذهلت : لمقتلكم أبي ؛ ومطعنكم بغلتي ، وانتهابكم ثقلي أو قال : ردائي عن عاتقي ، وإنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ، فإني قد بايعت معاوية ، فاسمعوا له وأطيعوا» ، ثم نزل ودخل القصر.

104 وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إلي من همدان ، أخبرنا محمود بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن محمد [ح] وأنبأني أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قالا : أخبرنا الطبراني ، حدثنا أبو خليفة ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : شهدت الحسن بن علي حين صالحه معاوية ، فقال له معاوية : إذا كان ذا فقم وتكلم وأخبر الناس : إنك سلمت هذا الأمر إلي ، أو تركت هذا الأمر لي.

فقام وخطب الناس على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، قال الشعبي : وأنا أسمع ، ثم قال : «أما بعد فإن أكيس الكيس التقى ، وأحمق الحمق الفجور ، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما أن يكون حقا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم ، أو يكون حقا لامرئ كان أحق به مني ففعلت ذلك ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين».

قال : وفي رواية الزهري : أن الحسن قال : «أما بعد ، أيها الناس! فإن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وأن لهذا الأمر مدة ، والدنيا دول ، والباقي يعرف بعضها من بعض».

قال : وفي رواية رباح بن الحرث قال : سمعت الحسن بن علي وهو

পৃষ্ঠা ১৯৫