155

ومتاع إلى حين ) الأنبياء / 111 ، ويقول تعالى : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) الآية. الاسراء / 16».

ثم إنه عليه السلام نفض رداءه وقام ، فقال معاوية لأصحابه : ذوقوا وبال أمركم ، فقالوا : والله ، ما ذقنا مثل ما ذقت ، فقال : ألم أقل لكم : إنكم لم تنتصروا من الرجل فلا أطعتموني إذ نهيتكم ، ولا انتصرتم إذ فضحكم ، والله ، ما قام حتى أظلم علي البيت ، وهممت أن أبطش به ؛ فليس فيكم خير اليوم ، ولا قبل اليوم ، ولا بعده.

وسمع مروان بن الحكم ما لقي معاوية وأصحابه من الحسن ، فأتى معاوية فوجد عنده عمرا ؛ والوليد بن عقبة ؛ وعمرو بن عثمان ؛ وعتبة ؛ والمغيرة ؛ فسألهم عما بلغه من أمر الحسن؟ فقالوا : قد كان ذلك ، فقال لهم مروان : أفلا أحضرتموني؟ فلو حضرت لسببته وأهل بيته سبا تتغنى به الإماء والعبيد؟ فقالوا له : الآن لم يفتك شيء ، لما يعلمون من ذرابة لسان مروان وفحش منطقه ، فأرسل إليه معاوية ، فأتى الحسن فجلس على السرير بين معاوية وعمرو فقال معاوية : ما أرسلت إليك ، ولكن مروان أرسل إليك ، فقال مروان : أنت ، يا حسن! الساب رجال قريش؟ فو الله ، لأسبنك وأباك وأهل بيتك سبا تتغنى به الإماء والعبيد؟

فقال الحسن : «الحمد لله ما زادك الله يا مروان! بما خوفت إلا طغيانا ، كما قال الله عز وجل : ( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) الاسراء / 60 ، ألست أنت وذريتك يا مروان! الشجرة الملعونة في القرآن الكريم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يلعنك ثلاث مرات».

فكبر معاوية ، وخر ساجدا ، وكان ذلك نصرة للحسن بن علي عليهما السلام ثم قاموا وتفرقوا ، ولبعض شعراء أهل البيت عليهم السلام فيهم من المدح :

পৃষ্ঠা ১৭৬