مقصورة ابن دريد
يا ظبية أشبه شيء بالمها = ترعى الخزامى بين أشجار النقا
إما تري رأسي حاكي لونه =طرة صبح تحت أذيال الدجى
واشتعل المبيض في مسوده = مثل اشتعال النار في جزل الغضى
فكان كالليل البهيم حل في = أرجائه ضوء صباح فانجلى
وغاض ماء شرتي دهر رمى = خواطر القلب بتبريح الجوى
وآض روض اللهو يبسا ذاويا = من بعد ما قد كان مجاج الثرى
وضرم النأي المشت جذوة = ما تأتلي تسفع أثناء الحشا
واتخذ التسهيد عيني مألفا = لما جفا أجفانها طيف الكرى
فكل ما لاقيته مغتفر = في جنب ما أسأره شحط النوى
لو لابس الصخر الأصم بعض ما = يلقاه قلبي فض أصلاد الصفا
إذا ذوى الغصن الرطيب فاعلمن = أن قصاراه نفاذ وتوى
شجيت لا بل أجرضتني غصة = عنودها أقتل لي من الشجى
إن يحم عن عيني البكا تجلدي = فالقلب موقوف على سبل البكا
لو كانت الأحلام ناجتني بما = ألقاه يقظان لأصماني الردى
منزلة ما خلتها يرضى بها = لنفسه ذو أرب ولا حجى
شيم سحاب خلب بارقه = وموقف بين ارتجاء ومنى
في كل يوم منزل مستوبل = يشتف ماء مهجتي أو مجتوى
ما خلت أن الدهر يثنيني على = ضراء لا يرضى بها ضب الكدى
أرمق العيش على برص فإن = رمت ارتشافا رمت صعب المنتهى
পৃষ্ঠা ১