وَأما الثَّامِنَة فَلَا شكّ أَنه فِي السّنة الإِمَام الفاخر وَالْبَحْر الزاخر أوذى فِي الله فَصَبر ولكتابه نصر ولسنة نبيه انتصر أفْصح الله فِيهَا لِسَانه وأوضح بَيَانه
قَالَ تَعَالَى (وَأُخْرَى تحبونها نصر من الله وَفتح قريب وَبشر الْمُؤمنِينَ) قَالَ على بن المدينى أيد الله تَعَالَى هَذَا الدّين برجلَيْن لَا ثَالِث لَهما أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة
وَقَالَ المزنى أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَعمر يَوْم السَّقِيفَة وَعُثْمَان يَوْم الدَّار وعَلى يَوْم صفّين وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى سعيد بن الْمسيب فِي زَمَانه وسُفْيَان الثورى فِي زَمَانه وَأحمد بن حَنْبَل فِي زَمَانه
وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق لما قَالَ النَّبِي (فَردُّوهُ إِلَى عالمه)
رددناه إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه وَقيل لبشر بن الْحَارِث يَوْم ضرب أَحْمد قد وَجب عَلَيْك أَن تَتَكَلَّم فَقَالَ تُرِيدُونَ منى أَن أقوم مقَام الْأَنْبِيَاء لَيْسَ هَذَا عندى حفظ الله أَحْمد بن حَنْبَل من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ثمَّ قَالَ بعد مَا ضرب أَحْمد بن حَنْبَل من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ثمَّ قَالَ بعد مَا ضرب أَحْمد لقد أَدخل الْكِير فَخرج ذهبة حَمْرَاء
وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ الشَّافِعِي من أبْغض أَحْمد فَهُوَ كَافِر
فَقلت تطلق عَلَيْهِ اسْم الْكفْر فَقَالَ نعم من أبْغض أَحْمد بن حَنْبَل فقد عاند السّنة وَمن عاند السّنة قصد الصَّحَابَة وَمن قصد الصَّحَابَة أبْغض النبى وَمن أبْغض النَّبِي كفر بِاللَّه الْعَظِيم وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت أَبى يَقُول لَوْلَا أَحْمد بن
1 / 69