============================================================
إلا ان المطرفية دخلوا فى حرب مع الأيوبيين انتهت بهزيمتهم هزيمة منكرة انكسرت بعدها شوكتهم (1).
وساءت العلاقات بين المنصور والمطرفية مع حلول عام (603 ه= 1205م)، ورغم مراسلاته الكثيرة لهم، ردوا عليه وأغلظوا، فجع العلماء والأمراء ووجوه الزيدية فى عصره وبلغ الأمر حد تكفيرهم لمذهبهم وخروجهم على الإمام، وقضى رهم وسيهم واستباحة أمرالهم وتوعدهم إن لم يتركرا مذهبهم بالسيف والقتل"(2). وصارت من ذلك مقتلة عظيمة. وهو على ما يبدو امر اعتاد على فعله الحكام فى تاريخنا الإسلامى فقد أسكت الحجاج الشقفى اكثر من ثنتين وثلاثين ثورة ضد الأمويين فى فترة حكمه على العراق، ولم يحاول التفاهم مع إحداها سلميا، وصار الأمر متوارثا فى دولة بنى العباس: إذا كان الخلاف المذهبى على رأس الأسباب الشى لم تسمح بالتقارب بين الإمام المنصور والمطرفية، وكان للطرفية عقيدة فى مخالنيهم أنهم أقمة جور وظلم وليوا أئمة رحمة وعدل، ولذلك لم يرغبوا فى العيش تحت سلطانهم وسموا فى ربه وأعلن الإمام المنصور الحرب على المطرفية، وعاداهم فكريا وحربيا، ونشر بين الناس انهم اسوء من الكفار : (زادوا على كفار المجوس والنصارى، وكذا المجبرة، ويكم عليهم حكم المحاربين) (4). وعد المنصور دارهم دار حرب، فخرب مدنهم وأصابهم منه أذى كثير.
ورد المطرفية على ذلك بأن أعلنوا التعبئة وجهزوا أنفهم فى جيش كبير خرج تحت إمرة محمد بن منصور بن مفضل بن الحجاج بن عبد الله بن الهادى، المعروف بالمشرقى، وكان خروجهم بمثابة رد عملى على تكفير المنصور لهم: إلا ان المنصور لما بلغه أمرهم جهز هو الآخر جيشا كبيرا تحت إمرة اخيه عماد الدين ييى بن حمزة فى عسكر كثيف من حاشد وبكيل، توجه به إلى بنى القليجى وهم (4) ابن الوزير : تاريخ السادة آل الوزهر، ورقة 97 ب .
পৃষ্ঠা ১৪