73

মাকামাত

مقامات القرني

জনগুলি

حاضر في الجامعات ، وتشرفت به المحاضرات ، وتعطرت بعلمه الندوات ، وطابت بلقائه الأمسيات ، وسعدت بوجوده الجلسات ، غني في زي فقير ، وزاهد في موكب أمير ومفتي في منصب وزير ، حمل كل أمر خطير ، فكان نعم المشير ، وصاحب الرأي الفطير والخمير ، عليه بسمة في وقار ، ولين في إصرار ، ودأب في استمرار ، السنة له شعار ، والصلاح له دثار ، وعليه من السكينة أنوار ، لم يكن لسانه كالمقراض للأعراض ، ولم يكن له ارتياض في جلب المال والأغراض :

عفيف من الدنيا خفيف من الخنا

فلو قسمت أخلاقه في قبيلة

كأن به عن كل فاحشة وقر

لصار لكل منهم المجد والفخر

ابن باز : نفع للخليقة ، وإدراك للحقيقة ، ولزوم الطريقة ، عدل في الأحكام وإنصاف ، وتواضع تعنو له الأشراف ، وكرم تشهد به الأضياف .

أثبت ابن باز أن العلم يشرف من حمله ، وأن المال يسود من بذله . ليس في قاموس ابن باز أن الجود يفقر ، بل صاحبه يشكر وبالخير يذكر ، لو ترجم كرم ابن باز في أبيات

لقيل :

أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا

ولا تطع في سبيل الجود عذالا

من جاد جاد عليه الله واستترت

عيوبه وكفى بالجود سربالا

تميز ابن باز بالتعمق في الأثر ، والغوص على الدرر ، مع تصحيح الخبر ،

وصحة النظر .

ابتعد ابن باز عن شقشقة علماء الكلام ، وعقعقة الفلاسفة الطغام ، وتشدق أهل المنطق اللئام . ولم يكن يسقط على السقطات ، ولا يلقط الغلطات ، بل كان يدفن المعائب ، ويذكر المناقب ، فملأ الله بمحبته القلوب ، وطار ذكره في الشعوب .

فالعلم عنده حديث وآية ، ونور وهداية ، وعمل لغاية ، واستعداد لنهاية ، أعرض عن مذاهب المبتدعة الضلال ، وأهل الدنيا الجهال ، وأساطين القيل والقال ، وهجر الجدال ، فسلم من همز الرجال .

خلق كأن الشمس تحسده على

ضمنت له الدنيا الثناء فكلما

كرم الطباع وزينة الأوصاف

পৃষ্ঠা ৬৮