125

মাকামাত

مقامات القرني

জনগুলি

واستشهد الرز هل خاب الرجا فينا وأرادوا في الكلية التشجيع ، فجعلوني الطالب المثالي في الحفل الختامي الوسيع ، فجئت لآخذ الجائزة ، والنفس بالفرح فائزة ، فكان العميد يناول الجائزة المسئول ، والمسئول بدوره يناولها الطالب المقبول ، فأخذت الجائزة من العميد في استعجال ، وسلمتها المسئول في ارتجال ، فضجت بالضحك القاعة ، لأنها حركة ملفتة خداعة .

وفي المرحلة الجامعية ، كانت زمن الهمة الألمعية ، والعزيمة اللوذعية ، فقد أعانني الرحمن ، على حفظ القرآن ، وجودته على الشيخ الرباني ، عبيد الله الأفغاني ، وحفظت بعض المتون ، في بعض الفنون ، أما القراءة والمطالعة ، فكانت شمسها ساطعة ، فلم يكن لي غير المطالعة عمل ، وهي أحسن قوة لدي وأقصى أمل ، فإذا خلوت بالكتاب ، فقد اجتمع عندي أفضل الأصحاب ، وأحب الأحباب ، حينها لا يعادله عندي روضة خضراء ولا حديقة فيحاء ، فالكتاب أشرف صاحب على الدوام ، وخير جليس في الأنام ، وكنت أتعجب ممن لا يطالع ، أو يقضي وقته في الشارع . وقد أقبلت على علم الحديث بانكباب ، وقبل ذلك كنت منهمكا في الآداب .

أما المقرر فلم أذاكره إلا وقت الامتحان ، لأنني أراه أقل من أن يصرف له كل الزمان . وفترة الجامعة ، كانت أخصب فترة عندي لحضور المخيمات ، والرحلات والأمسيات ، ونظم المقطوعات والأرجوزات ، وما تأثرت في تلك الأيام ، بأستاذ ولا شيخ ولا إمام ، كتأثري بزميلين ، ماجدين ، عابدين ، صادقين .

أحدهما : النيجيري عبد الرشيد ، وكان عندي من أصدق من رأيت في عبادة الحميد المجيد ، كثير قيام الليل ، بعيد عن القال والقيل ، لا تراه إلا ذاكرا ، أو مذاكرا ، أو شاكرا ، له أذكار وأوراد ، وهو عليها معتاد ، وقد رزقه الله بسطة في الجسم ، وحبا للعلم . وأخبرني بأن جدته دعته إلى العبادة ، حتى صار قيام الليل له عادة .

পৃষ্ঠা ২৫