إن الله أجرى على فئة أعانهم من أهل نجد ممن شك منهم في هذا الدين، وأكثر الطعن على المسلمين، أن الله تعالى أفناهم، وهذه أيضًا من العبر لم يبق أحد ممن ظهر شره وإنكاره وعداوته للمسلمين إلا عوجل بالهلاك والذهاب.
ولا فائدة في الإطالة بعدهم، ومن سألنا أخبرناه عنهم بأعيانهم وأما ظهور خالد وإسماعيل فإنهم لما جاء الخبر بأنهم وصلوا المدينة وخرجوا منها استشار فيصل رحمه الله تعالى في الغزو أو الإقامة فأشرت بأن يخرج بالمسلمين ويكون في البطينيات من الدجاني إلى ما دونه، وينزل قريبًا من العربان، لأن أكثر رعيهم من الدهنا ويؤلف كبارهم بالزاد، وينقل الحب من سدير والوشم وزاد الحسا والقطيف من تمر وعيش ويقرب منه كبار العربان بالزاد، وكذلك من معه من المسلمين، ويصير له رجاجيل في القصيم عند من ثبت وينتظر، فلو ساعد القدر تم هذا الرأي لا يقدر العسكر أن يتعدى القصيم للوشم والعارض، وخافوا من قطع سابلتهم ولا لهم قدرة على حرب فيصل، وهو في ذلك المكان، فلو قدرنا أن يصير بعض عسكرهم يبون يقصدونه هلكوا في الدهنا والصمان إذا ماج عن وجوههم يومًا أو يومين، فلو قدر أن يفعل هذا الرأي لما ظفروا به ولا وصلوا إلى بلده لأسباب معروفة، لكن لما أراد الله سبحانه خيانة أهل الرياض في الإمام فيصل وهم معه في الصريف، قدم الرياض وخلاها لهم خوفًا منهم فمشوا على الفرع هم والذين معهم من البادية والحاضرة، وصار هلاكهم هجموا على الحلوه على غفلة وأخلا أهل الحلوة البلد لهم، وأراد الله أن تركي الهزاني وبعض أهل الحوطة يفزعون وكسر الله العساكر العظيمة ما بين قتيل وهلاك وكانوا يتتبعونهم موتى تحت الشجرة يأخذون السلاح والمال، والذي فزع عليهم ما يجي عشير معشارهم فصارت آية عظيمة، ورجع فلهم إلى الرياض وساعدهم من
1 / 28