মাকালিদ
============================================================
الوقوف عليها، كان واضعها سفيها، غير حكيم، إذ وضع ما لا فائدة فيه. وما هو فضل، خارج عن [245] الغرض. وإن لم تكن الاحاطة بالحقائق إلا بالشرائع الوضعية الدينية، فجدير بكل متدين أن لا يسهو عن استعمال شريعة توصل إلى معرفة حقائق: هي ثواب ازلي وخيسرات أزلية. فمن هذه الجهة قلنا: إن الوقوف على الحقائق لا تسقط عن الأعمال الشرعية. فاعرفه.
ويقال لهم: هذه الأعمال التي رأيتم تركها بالوقوف على حقائقها من الدين، أم يست من الدين؟ فإن كانت الأعمال الشرعية من الدين، كان تاركها تارك الدين.
وتارك الدين مذموم. وإن لم يكن من الدين، [كان] واضعها داعيا إلى ما ليس من الدين.
والله تعالى قد سماها دينا. فقال: (إن الدين عند الله الإسلم)،1 وقال: {دينا قيما ملة ابرهيم حنيفا)،2 وقال: (ومن ييتغ غير الإسللم دينا فلن يقبل منه وهو في الأخسرة من الخاسرين).3 فاعرفه.
ويقال لهم: الحقائق المستودعة في الأعمال الشرعية كثيرة، غير معدودة. وليس أحد من الناس قد وقف على جميع الحقائق بأسرها غير واضعها. وهو الناطق، عليه السلام، فما أخفي عنده من الحقائسق. ويوجبه استعمال الشرائع في أوقاتها الموقتة، فتصفوا نفسه وتشرفه على ما خفى عنه وما كشف. لا ئسقط عنه استعمالها إذ وراء ما كشف له من الحقائق حقائق، [وأهو أحوج إلى الوقوف عليها مما وقف عليه منها. فإذا الوقوف على الحقائق لا تسقط عنه الأعمال الشرعية. فاعرفه.
1 سورة آل عمران 3: 19.
2 سورة الأنعام 6: 161.
3 سورة آل عمران 3: 85.
، كما صححتاه، وفي كلي النسختين: الشريعة.
ه كما في ز، وفي ه: يوجب.
د كما صححناه، وفي التسختين: تصفوام
পৃষ্ঠা ২৯৬