============================================================
الفن الثاني: فرق أهل القبلة ثم من أرباب المذاهب بعدهما: أبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف. وهو من أهل البصرة من عبد القيس، مولى لهم، والذي تفرد به تجويز فناء القدرة على الفعل في حاله، وأن أهل الجنة مضطرون إلى أفعالهم، وأن العمل قد يكون طاعة لله وإن العامل لا يريد الله به، وأن علم الله هو الله، وكذلك قدرة الله هي الله.
وقال قوم: إنه كان يتدين بما تكلم به فيه من أن حركات أهل الجنة تنقضي، فيصيرون إلى سكون دائم، ثم تصير إليهم اللذات وهم لا يتحركون.
وإن لما يعلمه الله جميعا وكلا، وإن لما يقدر الله عليه نهاية إذا خرج إلى الفعل، وإن لم يخرخ استحال أن يوصف الله بالقدرة على غيره إذ لا غير له.
وقال آخرون: ليس على ما يقوله هؤلاع، وإنما كان أبو الهذيل يتكلم في هذا الذي ذكرنا على طريق النظر فيه، وليشحذ به الأفهام، ويستخرج قول المناظرين، ثم تاب من الخوض فيه والاحتجاج له، عندما رأى من اعتقاد من اعتقده، كتب بذلك إلي أبو الحسين الخياط، عن أبي الطيب الثلجي، عن جعفر بن حرب، عن أبي الهذيل، وعن أبي عبد الله العاجي،/ عن أبي (21): الهذيل، وقال له: يا أبا الهذيل، كيف تصنع بكتبك في هذا الباب، وقد تفرقت في البلدان، وصارث في أيدي الناس؟! فقال: عليهم أن ينظروا ولا يقلذوا.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام. وهو من أهل البصرة، والذي تفرد به أنه زعم أن الإنسان هو الروخ، وأن الروح جسم لطيف، مداخل لهذا الجسم الكثيف الذي يرى ويحسق، وأنه هو الفعال دون الجسم الكثيف، وأن الإنسان مستطيع بنفسه لا باستطاعة، واللون والطعم والرائحة والطول والعرض، ل وجميع ما يدعي أصحاب الأعراض أنه عرض أجسام متداخلة، إلا الحركة
পৃষ্ঠা ১৬৩