٢ وأما أصحاب التجارب فكلهم إلا الشاذ منهم متفقون على أن فصول الطب الأول الجنسية فصلان وذلك أنهم قالوا أن منها أجزاء متممة ومنها أجزاء مقومة ولم يوافق بعضهم بعضا فى إحصاء هذه الأجزاء وذلك أن بعضهم قال أن الأجزاء المتممة للطب هى الاستدلال والشفاء وقد عد قوم مع هذه حفظ الصحة وأضاف إلى هذه معها قوم التزيين الطبى وبعضهم أضاف إليها رياضة الصوت وأما الأجزاء المقومة للطب فجعلوها كلهم العيان والخبر وقوم منهم لا كلهم عدوا النقلة من الشىء إلى نظيره جزءا من صناعة الطب وليس يوافق جميع أصحاب التجارب وأصحاب الرأى بعضهم بعضا فى قسمة كل واحد من هذه (إلى) الأجزاء التى هى أصغر منها لا أهل إحدى الفرقتين ولا أهل الفرقة الواحدة الأخرى — قال حنين إحدى الفرقتين يعنى به فرقة أصحاب التجارب وفرقة أصحاب الرأى إذ كانت أهل فرقة أصحاب التجارب ليس يوافق بعضهم بعضا وكذلك فرقة أصحاب الرأى ويعنى بالفرقة الواحدة الأخرى أهل فرقة أصحاب التجارب لا أهل فرقة الرأى — وإن عد عاد هذه النتف الصغار الكثيرة أجزاء من صناعة الطب على ما قد يتسم الآن برومية خاصة حتى يسموا بعض الأطباء معالجى الأسنان ويسموا بعضهم معالجى الآذان ويسموا بعضهم معالجى المقعدة أفضى القول إلى حيرة أعظم من هذه على أن أصحاب هذا الشأن أيضا قد وجدوا فرصة من اسم قد وضع لا منذ قريب لكن منذ مدة من الزمان بعيدة جدا وهى صناعة أصحاب علاج العين فإنه إن كانت العينان مفردة بطبيب على حدته لما خرج من الواجب أن يكون للأسنان أيضا طبيب آخر مفرد على حدته وآخر للأذنين وآخرون لكل واحد من أعضاء البدن فيجب من ذلك أن يكون عدد الأطباء بعدد أعضاء البدن وإذ كان أيضا بعض الأطباء قد يسمون قداحى الأعين وبعضهم بطاطى القيل وبعضهم مخرجى الحصى وبعضهم على مثال آخر شبيه بهذا فقد بجب أن تصير عدة الأطباء أكثر كثيرا من عدد أعضاء البدن وذلك أنه ليس إنما يوجد لكل واحد من الأعضاء طبيب مفرد على حدته فقط لكن قد يوجد لكل واحدة من علل كل واحد من الأعضاء طبيب مفرد على حدته وخليق ألا تكون تعجب أن تنقسم هذه الصناعة لعظمها فى المدينة العظيمة إلى هذه الأقسام التى هى بهذا العدد الكثير إذ كانت الصناعة لعظمها لا يمكن الأطباء كلهم أن يستوعبوها عن آخرها وكانت هذه المدينة لعظمها يجد فيها جميعهم معاشا فإن المدينة الصغيرة لا يجد فيها معاشا من يقتدح الأعين ولا من يبط القيل فأما رومية واسكندرية فلكثرة من بهما من الناس هما ملئان بأن يجد فيهما من يعالج جزءا واحدا من الطب معاشه فضلا عن من معه من الطب أكثر من ذلك فأما فى المدن الأخر الصغار فقد يضطر من كان إنما يعالج من الطب فنا واحدا أن ينتقل من مدينة إلى مدينة انتقالا متواترا حتى يكون الشىء الذى هو لأهل ايطاليا برومية وحدها لأولائك مثلا بلد اليونانيين كله
[chapter 3]
পৃষ্ঠা ২৮