٩ وكيما تقف على هذا المعنى فيضح لك بأكثر مما هو وضح فأنا ذاكر شيئا من الأقسام الأخر وخاصة القسمة التى استعملناها مرارا كثيرة فأقول أن الأشياء الموجودة فى بدن الحيوان بعضها طبيعية وبعضها خارجة عن الطبيعة والأشياء الخارجة عن الطبيعة بعضها هى أمراض وبعضها أعراض لازمة للأمراض وبعضها أسباب الأمراض فأما الأشياء الطبيعية فينبغى أن يكون عند الطبيب العلم بحفظها وأما الأشياء الخارجة عن الطبيعة فينبغى أن يكون عنده العلم بإزالتها وصرفها وليس هذا موضع ذكر السبل التى يوصل بها إلى كل واحد من هذين الأمرين إذ كنا قد بينا ذلك فى مواضع أخر وغرضى فى هذا الموضع أن أعدد كل واحد من الأشياء التى ذكرتها فأقسمه القسمة التى هى أولى به إلا أنى قد كتبت فى كل واحد منها فكتبت فى الأمراض فى المقالة التى رسمتها فى أصناف الأمراض وكتبت فى الأسباب أيضا على انفرادها مقالة أخرى وكذلك أيضا فإنى كتبت فى الأعراض مقالة أخرى وذكرت أصناف الأبدان الصحيحة كلها فى كتابى فى حفظ الأصحاء وذكرت فيه أيضا كيف ينبغى أن يعنى بكل واحد منها وحللناها إلى أن بلغنا إلى العلوم المفردة التى تجرى مجرى الأركان وكذلك أيضا فعلنا فى أمر الأمراض والأسباب والأعراض فى كتابنا فى حيلة البرء فإن فى هذه القسمة أيضا الأجزاء الأول لهذه الصناعة والتى هى أولى الأجزاء بها ليس توجد غير تلك التى ذكرناها آنفا وكذلك أيضا الأجزاء التى هى أول على الطريق الثانى والتى هى أول على الطريق الثالث على ما ذكرنا وأن هذه أيضا قد ينبغى أن تقسم إلى أن نبلغ بها إلى البسيطة المفردة التى ليس وراءها غاية فإن الإنسان من حيث ابتدأ بالقسمة إذا سلك فيها سبيل الصواب فقسمته تؤدى لا محالة إلى العلوم التى تجرى مجرى الأركان وأما أن للإنسان أن يقسم كل واحد من الأمور التى توضع للقسمة على وجوه كثيرة فلم يقتصر الحذاق من الفلاسفة ومن يتقدم سائرهم فى البلاغة على أن قالوا ذلك قولا مجردا لكن قد مثله قوم منهم كما فعل فلاطن فى مقالتين بأسرهما إحداهما موسومة بسوفسطيس والأخرى فوليطيقوس فليس ينبغى لك أن ترتاب لكثرة التقسيم ولا تجعل نظرك وتفقدك من أمر من تقدمنا هل قسموا الطب بطرق مختلفة بل هل أتوا على جميع ما يحتوى عليه فلم يبقوا شيئا فإن من لزم ذلك كان قد سلك فى القسمة سبيل القصد والأفضل على ما قلت آنفا أن تجعل مبدأ القسمة من المادة التى هى أولى المواد ثم عند ذلك تضيف إليها سائر أصناف القسمة على الطريق والسبيل التى ذكرناها
অজানা পৃষ্ঠা