بهذه الجملة نستهل بابنا هذا المعقود للحديث عن أن أهل البيت - كما يرى الإمام زيد (ع) - قد خصوا بموقع خاص في هذه الأمة ، وموقع خاص امتازوا به عن غيرهم ، ونتحدث عنه - من حيث هو - قبل الحديث عن ماهيته ، فإثبات وجوده من حيث هو في فكر الإمام (ع) كاف في إثارتنا للبحث عن خصائص هذا الموقع عنده ! ، وإمامنا الأعظم - كما تقدم ويأتي - يتحدث عن فضل أهل البيت (ع) كقاعدة مسلمة ، ومسألة ضرورية متقررة ، وهاهو يستهل رسالته إلى علماء الأمة بقوله :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حتى يرضى وصلى الله وسلم وبارك وترحم وتحنن وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.
إلى علماء الأمة الذين وجبت لله عليهم الحجة، من زيد بن علي ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ))
هذا القول الذي يبرز فيه إمامنا موقعه لجميع من أرسل إليه رسالته من العلماء ، وينبه فيه على مكانته كونه من أهل البيت .
ثم يقول لعلماء الأمة مبكتا لهم بما قد عرفوه - وهذا ما يشعر بأن المسألة معلومة لكنها معرض عنها لسبب أو لآخر - :
(( فلو كنتم سلمتم إلي أهل الحق حقهم، وأقررتم لأهل الفضل بفضلهم، لكنتم أولياء الله، ولكنتم من العلماء به حقا الذين امتدحهم الله عز وجل في كتابه بالخشية منه. ))
إذا فقضية أهل البيت في نظر الإمام زيد محسومة معلومة عند العلماء ، ولا ينقصها إلا الإقرار باللسان ، ولكن قوله : (( لكنتم أولياء الله )) ينبه على أهمية موقع أهل البيت (ع) غاية تنبيه ! .
পৃষ্ঠা ৩