মাকালাত ইসলামিয়া

মাজালিস আল মুহাম্মদ d. 1450 AH
132

মাকালাত ইসলামিয়া

مقالات إسلامية - مجالس آل محمد ع

জনগুলি

عقيلة قريش سكينة بنت الامام الحسين عليه السلام

فضائل «سكينة» في سطور:

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الكتاب ليس بصدد التعرض لحياة السيدة الكريمة آمنة بنة الحسين عليهما السلام ، وإلا لكان له معها موقف آخر ، إنما الكتاب بصدد رد الشبهات المحمومة التي دسها أعداء أهل البيت عليهم السلام في تضاعيف الكتب والمؤلفات ، وفي معرض وضع النقاط على الحروف لروايات طالما تناقلها المؤرخون والكتاب بين غافل عنها ، ومتغافل يريد الوقيعة في جانب أهل البيت عليهم السلام ، كما يهيب بالأقلام المؤمنة والنزيهة الترفع عن نقل أكاذيب الأخبار وإلصاقها بأقدس البيوت وأشرفها .

فإنه لم يعرف عن البيت النبوي الطاهر ، خاصة في أولاد الأئمة الأطهار ، وبالخصوص بين النساء ، من عرف بالميوعة والتهتك والابتذال إلى الحد الذي وصفوا به ابنة الإمام الحسين عليه السلام ، السبط الشهيد ، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسيد شباب أهل الجنة . ومن ينتقص من الإمام الحسين عليه السلام في ابنته ، إنما ينتقص من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنه قال :«حسين مني وأنا من حسين» ، والسيدة آمنة سلام الله عليها هي بضعة الحسين عليه السلام ، والذي كان يحبها حبا جما ، كان عليه السلام يظهر حبه لها ولأمها الرباب رضوان الله عليها .

والحسين عليه السلام معصوم ، والمعصوم لا يحب ولا يبغض إلا في الله ، والذي يحبه الإمام الحسين عليه السلام إنما هو من أحباء الله وأوليائه . فهل سمعت أذن الدنيا أن الله يحب المتخلعين المرحين الفرحين ، وتلك آياته تنهى عن المرح ، كما أنه تعالى لا يحب الفرحين .

ورد في الخبر أن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه السلام أتى عمه الحسين عليه السلام يخطب إحدى ابنتيه فاطمة وسكينة ، فقال له أبو عبدالله عليه السلام: «أختار لك فاطمة ، فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . أما في الدين : فتقوم الليل كله ، وتصوم النهار ، وفي الجمال : تشبه الحور العين ، وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل» (1) .

يالله .. يالله .. ما أعظمها من كلمة بحق هذه السيدة العظيمة المستغرقة في جميع أوقاتها في ذات الله . فالمستغرق في الله ، هو الذي راح يسبح في الفناء ونزعت نفسه إلى الغاية القصوى من القداسة ، وابنة النبوة جديرة في الفناء في الذات الإلهية ، ولم لا وهي سليلة فاطمة وعلي والحسين عليهم السلام ، وتتصل بانبوة ينبوع السماء بواسطة جدتها الزهراء عليها السلام ، بل حسبها أن يقال: ابنة الحسين السبط عليه السلام . فهي بهذا الوصف الذي وصفها به أبوها ، لم تبق في قوس اللقاء الربوبي منزعا ، حتى بلغت الغاية في الاندفاع نحو القدس الذي لا يتناهي . وبعد هذا ، فمن أين يكون لها لفتة إلى ما حولها من نواميس الحياة ؟! ومن أين يتأتي لها بعد ذلك الاستغراق الانعطاف إلى لوازم معاشرة الناس ، وعوارض الدنيا الفانية ؟!

لقد شغلتها الآخرة عن الاولى ، فهي بين عبادةوزهادة ، وتذكير قصة سكينة بنت الحسين عليهما السلام

পৃষ্ঠা ১৩২