============================================================
ومن النصوص النبوية المحكمة الدالة على استحالة كونه تعالى في جهة أو مستقرا في مكان لأنه سبحانه غني عنهما أزلا فيجب أن يكون غنيا عنها أيضا فيما لا يزال، قول النبي: "كان الله ولم يكن شييء غيره"(1)، قال الإمام أبو القاسم الأنصاري: فيما قاله رسول الله إثبات حدث العالم، والعلم بوجود الإله، بلا جهق ولا غير، ولا فلك، ولا نفس، وفيه أيضا إثبات الصفات الأزلية التي لا يصح الخلق دونها(2). وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا في شرحه: فيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره تعالى، لا الماء، ولا العرش، ولا غيرهما؛ لأن كل ذلك غير الله تعالى(3).
فصل وقبل إيراد مقالات علماء أهل السنة والجماعة في تونس التي تطابقت على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الجهة والمكان ولجميع لوازم الجسمية، فمن الضروري الإشارة إلى أن أبرز أئمة أهل السنة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي قد نطقوا بهذا التنزيه، وصرحوا به لكي لا يلتبس مذهبهم الشني بمذهب المشبهة والمجسمة الردي: (1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بده الخلق، باب: ما جاء في قوله تعالى: وهو الزى يبدؤا الخلق ثر يعيده وهو أقوب عليه } [الروم: 227.
(2) الغنية في الكلام، (ج1/ ص245) (3) فتح الباري، (ج6/ ص333)
পৃষ্ঠা ২০