وتوجد الطبيعة والعناية الالهية بالأشياء التى هاهنا بمبلغ الامعان فيها الى نحو كون جوهر هذه الأشياء والفصل الذى بحسب الجوهر والصورة الموجودة فيها. وذلك أن كون القوة التى عن الله فى الجسم الفاسد الذى له قوة وتماسك على قبول ذلك الى هذا المقدار، أعنى الى كون جوهره وصورته، ووجود هذه القوة بكونها فى هذه الأشياء التى هاهنا عن مجاورتها لتلك الأجسام الالهية وحركتها التى تجرى على نحو ما كما قلنا. وهذه القوة قد تحرك الأشياء على جهة مثال حركة تلك، من حيث تفيد الأشياء التى هاهنا تكون الأشياء الجزئية والأوحاد والتعاقب الذى بالصورة أن تكون باقية أزلية. وبهذا الوجه يكون تلخيصه الكلية، من قبل أن كون الأشياء الجزئية انما هو بسبب خلاص الأنواع التى هى العامية والكلية. فان سقراط انما يكون لكيما يكون الانسان موجودا ويكون اكسانتوس، وهو فرس أكيلاوس، لكيما يكون الفرس موجودا. وذلك أن الكلية وقوامها انما هو فى الأوحاد، من قبل أن عدم الفساد للأشياء التى فى الكون والفساد الذى لها بالنوع انما يوجد لها لمناسلة الغير دائرين. وهذا المعنى تفيده الطبيعة وتوجده فى الأشياء التى هاهنا بحسب ما يمكن فيها المشاركة بالدوام والأزلية من حيث يتأدى ذلك عنها ويصل غايتها ويمكن فيها المشاركة بذلك النوع. وذلك أن الأفراد منها والجزئية هى كائنة فاسدة. فان فصول الأشخاص التى لبعضها عند بعض الموجودة بالنوع، التى بها يخالف سقراط أفلاطون بالجوهر، ليس انما تكون على القصد الأول بالطبيعة، لاكن هذه انما هى أعراض ضرورية للمادة الموضوعة لهذه الأشياء.
পৃষ্ঠা ৯১