فليس فعل الآلهة اذن الذى لها على القصد الأول نظام العالم والأشياء التى تكون عنها ها هنا وسلامتها، ولا أيضا يكون عنها هذه الأمور من غير علمها بها وعن غير ارادتها. ولا أيضا الوجود لهذه الأشياء بسبب آخر غير هذه، لاكن وجود هذه الأشياء ونظامها تابعان لتلك. وليس يجرى كون هذه الأشياء هذا المجرى عن غير علم الآلهة ولا أيضا عن علم غير ارادتها. وذلك أن القول بأن الله هو كامل الوجود والخير هو قول مقر به من جميع الناس وما كان وجوده وخيره يجريان هذا المجرى هو فاعل للخيرات.
فكما أن ما كان من الأشياء حارا فى طبعه يلزمه أن يكون بطبعه متمما لما جاوره وأمكن فيه قبول هذا الانفعال، من غير أن يكون هو يفعل شيئا ما من أجل ذلك لاكن يكون ثابتا حافظا فقط لطبعه الخاص به، كذلك أيضا ما كان فى طبيعته بهذه الحال، أعنى بالحال التى عليها يوجد الله، يلزم أن يكون جميع الأشياء المجاورة له، كيف ما اتفق من المجاورة، يمكن فيها الاشتراك فى قوته. فانها تشترك فى الخير بمبلغ ما يمكن فيها القبول لذلك، وهى فى ذلك نظائر الأشياء التى تحمى بمجاورة الشىء الحار لها.
পৃষ্ঠা ৬৯