وزعموا أنه عند ما يعرض كيف ما اتفق للأجسام الأولى الغير متجزئة (التى وضعها المتمسكون بهذا المذهب مبادئ لجميع الموجودات) بالحركة المتصلة الغير دائرة التى تحركها ضرورة هذة الأجسام فى الخلاء الذى لا نهاية له الموجود فى الكل أن يكون اما بعضها فتأتلف بعضها مع بعض ويشابك بعضها بعضا بحسب ما يتفق لها فى الجو بانتظام أشكالها والتئامها، فيتولد وينشؤ عنها كل واحد من الأجسام المركبة؛ واما بعضها مما لا يتفق له أن يكون من بعضه مع بعض هذا الضرب من الاجتماع والتأليف، فانه يتصادم بعضها بعضا ويندفع بعضها عن بعض، عندما يكون لها حركة ما ثابتة قسرية عن ما يوافقه، بمدافعتها لها. ويكون مماسة الأجسام والتشابك الذى يحدث لها عن التماس يجرى أمره بالدور.
وزعموا أيضا أن اختلاف الأشياء الكائنة يصدر عن اختلاف أشكال الأجسام الغير متجزئة التى تتشابك بعضها حول بعض، وذلك الى الاختلاف الذى بحسب الشكل لا يحصره نهاية، وأن ذلك يكون أيضا عن مرتبتها وحال وضعها وترتيبها وكيفية وضعها بعضها عند بعض، فانه ليس الأشياء التى تتكون عنها واحدة بأعيانها، متى لم يكن نظامها ووضعها عند تأليفها محفوظا واحدا بعينه.
পৃষ্ঠা ৩